المهندس الشاب عمر احساين يودعنا الى دار البقاء

29 سبتمبر 2023
المهندس الشاب عمر احساين يودعنا الى دار البقاء
الرشيدية 24 : يوسف القاضي

توفي المهندس الخلوق عمر احساين امس الخميس 28 شتنبر الجاري، بمدينة تنغير، بعد صراع مع مرض لم ينفع معه علاج.

وكان عمر احساين والذي يعاني من اعاقة حركية الزمته الكرسي المتحرك، غير أنها لم تكبح طموحه، وتحديه للوصول الى مبتغاه، رغم هذا الوضع، كان قد تابع تعليمه الثانوي بثانوية صلاح الدين الأيوبي بتنغير، بمسار تعلمي متميز، حيث حصل على نتائج مميزة ومتميزة، وحصل على شهادة البكالوريا بميزة حسن جدا.

بعد هذا التميز، الذي ينهال منه عمر، بعزيمة واصرار، رغم ظروفه الصحية، تمكن من النجاح في مباراة الاقسام التحضيرية، والتحق بمؤسسة ابن غازي للأقسام التحضيرية بمدينة الرباط. الا ان طموح هذا الشاب الخلوق، لم يقف هنا، ولم تمنعه، اعاقته الحركية من تواصل مساره المتميز في التحصيل العلمي، والذي فتح له باب ولوج مؤسسة Mines- Telecom بمدينة ليل الفرنسية، لاستكمال دراسته في مجال تخصصه المعلوميات.

لقد كان عمر، انموذج حي، لابراز الذات، وتجاوز ظروف اجتماعية وجغرافية قاهرة، عمر الذي انقطع عن الدراسة لظروفه الصحية، اكثر من مرة، ولم يجد اي شخص اخر يحفزه، للاستمرار وتجاوز كل المعيقات، من غير نفسه، وطاقته الايجابية التي يتميز بها، عن اقرانه، وبسمة البراءة التي لا تفارق محياه.

وفي تصريح سابق لوسائل إعلام قال عمر: “انقطعت في المستوى الرابع، وعدت، ثم انقطعت في المستوى السادس، فالمجتمع لا يرحم، وإذا لم يُعرقل مسيرتك لن يساعدك، وعندما بلغ أخي التاسعة أساسي تسجلت أنا أيضا في التاسعة مع الأحرار، ونجحت بتفوق، وشجعني وجود أخي حمزة ليساعدني على الدخول والخروج من القسم وغير ذلك.

وتابع “الآن فهمت أنه عليّ أن أُواجه قدَري، وأن تكون إعاقتي مُحفزا لعزيمتي لا معيقا لأحلامي، هذا إذا وجدت الدعم الكافي الذي أتمنى أن أحظى به من طرف الحكومة المغربية، فأنا أريد أن تراعي الوزارة الوصية حالتي وتمنحني الفرصة لأجيب على كل اختباراتها في الفيزياء والكيمياء والرياضيات.”

هكذا يودعنا الشاب الخلوق، عمر احساين، دون سابق انذار، بعد صراع مع المرض، لمدة قصيرة، وهو الذي كان انموذجا للاجتهاد الدراسي، والتميز رغم كل الظروف، تاركا وراءه مسيرة حافلة بالعطاء، وسيرة ذاتية، تستحق ان تخرج للعلن في مشروع فيلم وثائقي تربوي، يحفز على التمدرس، ويحد من ظاهرة الهدر المدرسي التي تجتاح الجنوب الشرقي، وكذا معالجة ظاهرة الهجرة الغير شرعية، التي خلفت ضحايا كثر، لان عمر ابن الهامش، استطاع ان يغادر التراب الوطني الى اوروبا معززا مكرما، من خلال كفاءته العلمية، ومساره التعليمي المتميز.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة