شهدت قاعة المسيرة الخضراء بالمنتزه الجماعي لتنغير، يوم الأحد 27 أبريل 2025، انعقاد المؤتمر الإقليمي للاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، تحت شعار: “تنظيم قوي ومتجدد، نضال مستمر من أجل عدالة اجتماعية ومجالية للجميع”.
وقد جرى هذا الحدث في أجواء نضالية حماسية، وسط حضور لافت تجاوز 400 مشاركة ومشارك، عكس الدينامية التنظيمية والتعبئة الواسعة التي يعرفها الاتحاد بالمنطقة.
وترأس أشغال المؤتمر الكاتب الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الرفيق يوسف أيذي، إلى جانب حضور وازن لممثلي هيئات سياسية ومنتخبين ونقابيين وحقوقيين، فضلاً عن فعاليات المجتمع المدني والمناضلين والمناضلات من مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت.
وشكلت المداخلات النقابية والفكرية المقدّمة خلال الجلسة الافتتاحية لحظة ترافع جماعي سلطت الضوء على واقع الشغيلة المغربية، مركّزة بشكل خاص على تحديات العدالة الاجتماعية والمجالية، لا سيما في مناطق الجنوب الشرقي.
وقد أجمعت التدخلات على رصد مظاهر الهشاشة البنيوية التي تعاني منها أقاليم الجهة، وعلى رأسها تنغير، في ظل ضعف البنية التحتية وغياب استثمارات تنموية كفيلة بتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية التي تعاني منها ساكنة المنطقة.
وتميز المؤتمر أيضاً بتشبثه الصريح بقضايا الطبقة العاملة، وبتعبيره عن إرادة جماعية في الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بعيداً عن أية محاولات لتحوير النقاش أو تمييع المطالب. وقد عبّر الحاضرون عن اعتزازهم بالخط النضالي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي يجمع بين الواقعية والمسؤولية.
خلال الجلسة الثانية، تمت مناقشة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما بالإجماع، في جو ديمقراطي شفاف ومسؤول. كما توج المؤتمر بانتخاب مكتب جديد للاتحاد المحلي بتنغير، حيث تم انتخاب السيد يوسف لطفي كاتبًا محليًا جديدًا بالإجماع.
ويعد هذا المؤتمر محطة تنظيمية ونضالية مهمة، جسدت التزام الفيدرالية الديمقراطية للشغل بخيار النضال الديمقراطي المسؤول، وبمواصلة الدفاع عن كرامة الشغيلة وحقها في عدالة اجتماعية ومجالية حقيقية، تضمن الإنصاف في توزيع فرص التنمية على مختلف ربوع الوطن، خاصة في مناطق “أسامر” التي عانت طويلاً من التهميش والإقصاء.
