يواجه شباب منطقة قصر السهلي ببوذنيب، التابع لجماعة وادي النعام بإقليم الراشدية، تحديات كبيرة في مجال الرياضة، فبين الأمل والخذلان، يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإيجاد متنفس رياضي لهم. ورغم ما يعانون منه من نقص في الدعم والمرافق، إلا أن عزيمتهم وأملهم في تغيير واقعهم جعلهم يرفضون الاستسلام.
وتبدأ قصة هؤلاء الشباب في أرض قاحلة، حيث حولوا بقعة فارغة كانت مليئة بالصخور والشوائب إلى ملعب رياضي، بعد أن قاموا بتنظيفها بأنفسهم.
ولم يكن ذلك كافياً، إذ اصطدموا بعائق آخر، وهو غياب الدعم اللازم لاقتناء المعدات الأساسية مثل الأعمدة والكرات، الأمر الذي جعلهم يتوجهون إلى جماعة وادي النعام طلباً للمساعدة. لكن المحاولات المتكررة للحصول على الدعم لم تجد أذناً صاغية.
لم يستسلم شباب قصر السهلي لهذه الصعوبات، بل قرروا أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم. فبدلاً من الجلوس في انتظار المساعدة الرسمية، بدأوا في جمع تبرعات رمزية من الأهالي لإتمام مشروعهم البسيط الذي قد يصبح المتنفس الوحيد لشباب المنطقة. ورغم تواضع المساهمات، إلا أن عزيمتهم في تحقيق هدفهم كانت أكبر من أي عقبة.
وتحمل هذه المبادرة، رغم بساطتها، رسالة قوية: الإرادة يمكن أن تحول المستحيل إلى واقع إذا وجد الإنسان من ينصت ويقف إلى جانبه. فشباب قصر السهلي أثبتوا أن الأمل والإصرار يمكن أن يخلقا مساحة من التفاؤل في ظل الظروف الصعبة، وأن الحلم يمكن أن يتحقق بتضافر الجهود وبالتعاون بين أفراد المجتمع.
لكن يبقى السؤال: هل سيأخذ المسؤولون في المنطقة هذه القصة بعين الاعتبار؟ وهل سيعملون على توفير الدعم اللازم لهؤلاء الشباب الذين يبذلون جهوداً كبيرة لتحقيق حلمهم؟ هذه القصص تحتاج إلى من يساندها ويقدم لها الدعم، لأنها تمثل نواة للتغيير الذي قد يسهم في تحسين حياة الشباب في المناطق النائية.