درعة تافيلالت.. جفاف الارض وحرائق الواحة

29 ديسمبر 2022
درعة تافيلالت.. جفاف الارض وحرائق الواحة
الرشيدية 24: متابعة

هي الأرض والتاريخ وتربة نقية انجبت خيرة الاطر والكفاءات في مختلف المجالات ، درعة تافيلالت التي تناسها الجميع في زمن اتضحت فيه نواقض التنمية المؤجلة. لا يكاد يخلو نقاش عامة الناس في بسط المشكلات والمعيقات التي ترزح تحتها هذه البقعة الجغرافية في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب .رغم تعاقب رياح التغيير هنا وهناك، ولسان المهمشين يردد هنا استوطن الفقر والبطالة.

تنبعث من درعة تافيلالت مظاهر الهشاشة، وعلى طول الشريط الواحي لأوديتها يتضح لك وبالملموس قوة الضربة القاضية والمؤلمة للجفاف. جفاف بحجم الاستئصال لاستقرار للانسان الواحي بهذه المناطق.
وتعاني واحات زيز ودرعة واغريس وامحاميد الغزلان وكتاوة ، وكير مثلا في صمت رهيب وسط زحمة اللامعنى الذي عمر المكان.

ومع توالي سنوات الجفاف وانعكاساتها السلبية على ساكنة الجهة، التي تعتمد على منتوج التمور في الحياة المعيشية، أصبحت واحات النخيل مهددة بالإنقراض، فمظاهر الاحباط بادية على وجوه شاحبة تتألم وتستغيث انقذوا الواحات.

عندما تتجول بين قصور ودواوير أقاليم جهة درعة تافيلالت لا حديث إلا عن أزمة العطش، ورحلة الحياة والتشبت بطوق النجاة هناك، مثل السراب ، الذي يعد دافعا قويا يؤكد علاقة الإنسان بالأرض وبتربة درعة تافيلالت ، و التي زرعت فيها معاني الأمل والصبر .

.لا أحد في جهة درعة تافيلالت يمكن أن يتكهن بما قد تحمله الأيام القادمة، فكل واحات الجهة غارقة في مظاهر الهشاشة والأزمات البنيوية، وساكنتها لم تعد قادرة على الصبر . الأمر الذي يجعل الأيام القادمة مليئة بالمفاجئات التي حتما لن تكون سارة إذا لم ينكب المسؤولون المحليون والمركزيون على وضع خطة تنموية مستعجلة و متكاملة لانتشالها من مستنقع التهميش والإهمال والفقر.

وهنا ضرورة التأكيد على أن جهة درعة تافيلالت تحتاج لدعم مادي ومعنوي مركزي يكون سببا في ضخ دماء جديدة في شرايين الجهة، تمكنها من تجاوز بعض المشاكل البنيوية التي تعيشها ساكنة الاقليم .

الأمر الذي جعل الجهة تعيش تحت عتبة الفقر، أو كما يصفونها بالأرض التي تحترق في صمت ،حيث أصبحت الحرائق تلتهم الألف من أشجار النخيل في الآونة الأخيرة مما ينذر بالأسوء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة