الرشيدية : متابعة
تعرضت في الأيام الأخيرة، العديد من المواقع المغربية الحكومية والخاصة لهجمات سيبرانية متواصلة، شملت مؤسسات مختلفة مثل البنوك والوزارات والجامعات وشركات الاتصالات.
وقد تأثرت 81 مؤسسة مغربية حسب بعض التقارير باختراق استهدف خوادم “Oracle Cloud”، ما أدى إلى تسريب معلومات حساسة تخص أكثر من 140 ألف مستخدم.
ومن أبرز الهجمات التي تم الإبلاغ عنها، تلك التي قامت بها مجموعة “جبروت الجزائرية”، حيث أعلنت مسؤوليتها عن اختراق موقع وزارة الشغل المغربية وتسريب قاعدة بيانات تابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS).
وشملت هذه التسريبات معطيات شخصية حساسة عن آلاف العمال المغاربة، مثل أرقام بطائق الهوية وتواريخ الميلاد وأجورهم.
وأوضح الخبير أنس أبو الكلام، رئيس قسم هندسة الدفاع السيبراني بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن هذا النوع من المعلومات يُعتبر “كنزًا” للمهاجمين الذين يمكنهم استغلالها في حملات تصيد احتيالي أو هجمات انتحال هوية واسعة النطاق.
كما أشار إلى أن الهجمات السيبرانية أصبحت أكثر تطورًا بفضل استغلال ثغرات غير مكتشفة بعد في البرمجيات، والمعروفة بهجمات “يوم الصفر” (Zero-Day).
وتعد هذه الثغرات صعبة الاكتشاف، مما يسمح للمهاجمين بالتسلل بسهولة إلى الأنظمة المستهدفة.
كما أشار أبو الكلام إلى أن المؤسسات المغربية تعاني من ضعف في حماية بياناتها، خصوصًا في ما يتعلق بعدم تحديث الأنظمة البرمجية، وعدم وجود سياسات قوية لحماية كلمات المرور، وغياب التشفير في قواعد البيانات. مضيفا أن هذه الاختراقات تُظهر عدم وجود استراتيجيات متكاملة للأمن الرقمي في بعض المؤسسات.
وأكد رئيس الجمعية المغربية للثقة الرقمية أن هذه الهجمات تم تنفيذها بتنسيق واضح تحت هوية “جزائرية”، مما يجعلها تدخل في نطاق الحرب السيبرانية الموجهة ضد المغرب.
وتهدف هذه الهجمات إلى زعزعة الثقة في الدولة، خاصة في ظل التحولات الرقمية التي يشهدها المغرب استعدادًا لاحتضان أحداث دولية ككأس العالم 2030.