تعيش مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي بالمستشفى الإقليمي بميدلت ، رغم الشعارات الرسمية التي تؤكد على تعميم الرعاية الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين، وضعًا كارثيًا، يُترجم بشكل صارخ حجم التهميش الذي يعانيه الإقليم في مجال الصحة.
وتعاني هذه المصلحة الصحية ، من نقص حاد في الأطر والتجهيزات.، على الرغم من أنها تعد شريانا حيويا للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي وتصحيح النطق ، حيث لا تتوفر سوى مُروضة واحدة، ومصحح نطق وحيد، في وقتٍ غاب فيه تخصص النفساني الحركي لأكثر من سنة دون تعويض.
ولم يتوقف الأمر عند نقص الموارد البشرية، بل يتعدا الأمر هذا النقص لينضاف إليه ضعف البنية التحتية، إذ تمارس خدمات الترويض داخل مسجد المستشفى، فيما يُزاول مصحح النطق عمله داخل قاعة ضيقة وسط مصلحة الأطفال، في مشهد لا يليق بالخدمة الصحية ولا بكرامة المرضى.
وتجدر الإشارة أن الجامعة الوطنية للصحة – الاتحاد المغربي للشغل خاضت نضالات وترافعًا مستمرًا دون جدوى، مطالبة بتعزيز الموارد البشرية وبناء مقر لائق للمصلحة، لكنها اصطدمت بـ”تجاهل تام” من الجهات المسؤولة، خصوصا المديرية الجهوية للصحة.
ويطرح هذا الوضع أسئلة حارقة حول العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، ومدى جدية الدولة في توفير حق العلاج لكل المواطنين دون تمييز.