تحول النقاش حول وضعية الكلية متعددة التخصصات بورزازات إلى موضوع رأي عام. بعدما وصفها الفيسبوكي “محمد آيت يشو” في تدوينة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها “مرآة تعكس حجم الإهمال الذي يطال البنية الجامعية في الجنوب الشرقي”.
الكلية التي كان يُفترض أن تكون فضاءً جامعياً يحتضن طموحات شباب المنطقة. أصبحت اليوم، وفق التدوينة، مثالا صارخاً على التدهور البنيوي والإداري. إذ أنها تعاني من مبانٍ متشققة، وتجهيزات متآكلة. وقاعات تفتقر لأبسط شروط السلامة. فضلاً عن مرافق خالية من روح الجامعة الحقيقية.
وأشار آيت يشو في تدوينته إلى أن ما يجري في الكلية ليس مجرد خلل في البنية التحتية. بل “فشل مؤسساتي في ضمان حق أبناء الجنوب الشرقي في تعليم جامعي كريم وآمن”. كما حمل تدوينته نبرة انتقاد واضحة تجاه غياب التخطيط والاستشراف من قبل الجهات الوصية. مؤكداً أن “الوضع لم يعد يحتمل الصمت”.
وحملت التدوينة مسؤولية وضع الكلية لعدة أطراف، من بينها وزارة التعليم العالي التي لم توفر لبنية الجامعة ما يتناسب مع حاجات المنطقة. والسلطات المحلية التي اكتفت بالمشاهدة، والمنتخبين الذين “يفضلون الصمت بدل الدفاع عن هذا المرفق العلمي الحيوي”. حتى صار الطلبة يصفون المؤسسة بـ”الكلية متعددة التشققات”، لكونهم صاروا يعيشون حالة من الإحباط أمام غياب مبادرات فعلية للإنقاذ.
نقص في التأطير والتجهيز
كما أكد متتبعون أن أزمة الكلية متعددة التخصصات بورزازات تعكس عمق الاختلالات التي تعاني منها البنية الجامعية في الجنوب الشرقي. حيث لا تزال المؤسسات التعليمية هناك تعاني النقص في التأطير والتجهيز، مما يعيق حق الطلبة في تكوين جامعي متكامل.
ويختم محمد آيت يشو تدوينته بدعوة مباشرة إلى إنقاذ الكلية، معتبراً أن الأمر لم يعد خياراً، بل ضرورة مستعجلة ومسؤولية جماعية أمام التاريخ والضمير. دعوة لا شك أنها ستلقى صدى واسعاً بين نشطاء وطلبة المنطقة، الذين يترقبون تحركاً ملموساً يعيد الثقة في العدالة المجالية وسياسات التعليم العمومي في الأقاليم النائية.
تدوينة محمد آيت يشو ليست مجرد صرخة غضب، بل هي دعوة صادقة لإعادة فتح ملف التعليم الجامعي في الجنوب الشرقي. وإجراء مراجعة جذرية للسياسات التنموية التي همشت الأقاليم البعيدة. هي صرخة تمثل نبض الميدان، وصوت طلبة يطالبون فقط بما هو حقهم الطبيعي: تعليم كريم، بيئة آمنة، ومستقبل يستحقون أن يحلموا به.



















