تعتبر جماعة الرشيدية من المناطق الغنية بالتاريخ والتراث، إلا أن تعاقب النخب السياسية عليها لم يفضِ إلى تغييرات ملموسة في مجال التنمية المحلية. في خضم ذلك، يبرز الفضاء المعروف بمقهى أملشيل كرمز ثقافي واجتماعي، يعكس واقع السكان وتطلعاتهم.
ويمثل المعمار في هذا الفضاء أداة للتعبير عن هموم المواطنين وعلاقتهم بمكانهم، خاصة في ظل التهديدات الناتجة عن التوسع العمراني والوافدين. يظهر هنا التحدي في تحقيق توازن بين الوظيفة والجمالية، حيث تُعتبر استمرارية الهوية الرمزية للفضاء مرهونة بتلبية الحاجات الاقتصادية والجمالية للساكنة.
وتواجه مع ذلك جهود الحفاظ على الهوية المحلية بعض العراقيل، مثل هيمنة الثقافة الاستهلاكية وضعف الوعي الجمالي لدى النخب. هذا الوضع يؤدي إلى تآكل خصوصية الفضاء، مما يستدعي النظر في كيفية إعادة تنشيطه بطريقة تتناسب مع روح المنطقة.
وانتبهت في هذا السياق، بعض المجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأهمية الرمزية التاريخية للفضاء. بينما يدعو البعض إلى الانفتاح على المصلحة الاقتصادية، يظهر تيار آخر يسعى للجمع بين الاستثمار السياحي والحفاظ على الموروث الجمالي. يشمل هذا التيار مشاريع تهدف إلى تطوير الفضاء بإنشاء مرافق عامة وسياحية، مما يُعزز من قيمة المكان دون التفريط في هويته.
ويعتبر فضاء أملشيل منصة لإثارة قضايا فكرية وجمالية، حيث ينبغي النظر إليه من زاوية تعزيز الشخصية الرشيدية. إن دمج العناصر القديمة بالجديدة في معمار متكامل يمكن أن يعيد الحيوية للفضاء، ويحقق تميزًا معماريًا يُعبر عن الوعي بمفهوم التنمية المستدامة.
يمكن القول كخلاصة لماسبق ذكره أن الفضاء يظهر تاريخا غنيا وتجارب إنسانية عميقة، ويستدعي من النخب السياسية اتخاذ قرارات استشرافية ترتكز على الحفاظ على الهوية وترقية المصلحة الاقتصادية، بما يضمن مستقبلاً مشرقا لجماعة الرشيدية.