الرشيدية 24: متابعة
شهدت مدينة مراكش خلال شهر دجنبر 2025 حدثاً علمياً دولياً بارزاً تمثل في انعقاد المؤتمر العالمي للماء، الذي نظمته وزارة النقل والماء بشراكة مع مؤسسات دولية رائدة في البحث الهيدرولوجي وتدبير الموارد المائية.
وقد خطف الباحث المغربي الدكتور إسماعيل الحسناوي، ابن مدينة الرشيدية، الأضواء بعد تتويجه بجائزة أفضل بحث علمي منشور لسنة 2025، وهي من أهم الجوائز الممنوحة في مجال علوم الماء على الصعيد الدولي.
وجاء هذا التتويج اعترافاً بجودة العمل البحثي الذي قدمه الحسناوي، والمنشور في مجلة علمية محكّمة مدرجة ضمن قاعدة Scopus، حيث اقترح مقاربة مبتكرة تعتمد النمذجة الهيدرولوجية المتقدمة وتقنيات الاستشعار عن بُعد لتقييم مستويات الإجهاد المائي بالمناطق الجافة وشبه الجافة.
وأكدت لجنة التحكيم، التي ضمت خبراء وطنيين ودوليين، أن الدراسة المتوجة تمثل إضافة نوعية للمعرفة العلمية بفضل دقة تحليلها وابتكار أدواتها، وقدرتها على تقديم حلول عملية لصناع القرار في ظل التغيرات المناخية وتسارع تراجع الموارد المائية المتجددة في المغرب.
وبحسب المعطيات الرسمية لوزارة التجهيز والماء، فقد عرف المغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي انخفاضاً يقارب 71٪ في موارده المائية المتجددة، ما يعزز الحاجة إلى أبحاث متقدمة على غرار الدراسة الفائزة.
كما تتقاطع نتائج البحث مع توصيات البنك الدولي لعام 2024 الداعية إلى دعم الابتكار العلمي في قطاع الماء لمواجهة التحديات البنيوية التي تعيشها دول شمال إفريقيا.
ويمثل فوز الدكتور الحسناوي إشعاعاً جديداً للكفاءات المغربية عموماً، ولأبناء جهة درعة–تافيلالت خصوصاً، حيث يشكل إنجازه إضافة قوية للجهود الوطنية المبذولة لضمان الأمن المائي.
كما ينسجم هذا التتويج مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة الهادفة إلى تعزيز البنية المائية عبر توسيع محطات التحلية، وبناء السدود، وتطوير الربط المائي بين الأحواض، وبرامج الاقتصاد في الماء، وهي مشاريع ضخمة رُصد لها ما يفوق 143 مليار درهم ضمن البرنامج الوطني للماء 2023–2027.
