أبو أيمن
لطالما تساءل الجميع عن ما يحاولون إخفاءه بدل اظهاره وتنوير الرأي العام به.. غير أنه لا مصلحة لهم في قول الحقيقة مادمو مصرين على ذلك.
جماعة فركلة العليا الواقعة في النفوذ الترابي لدائرة تنجداد.. حكاية تحكي عن نفسها هذه الجماعة التي طالها النسيان منذ خمس سنوات فلا شيء يذكر ولاشيء على أرض الواقع أنجز كي يشفي الغليل.
مضت الإنتخابات كما تمضي في كل خمس سنوات, غير أن الانتخابات في جماعة فركلة العليا استثنائية ولا تشبه باقي الجماعات بحكم عدد من العوامل.. خاصة تلك التي أسهمت فيما وقع مؤخراً.
بدأت الحملة الانتخابية في فركلة العليا باكراً والبطل دائما حزب معين .. الحزب الذي عاد بالجماعة الى العصور ما قبل الحجرية “الحقيقة تعبر عن الواقع”.. فكيف مرت الانتخابات وماذا أفرزت؟.
كثيرا هو من يبحث الحقيقة التي حيرت الجميع وتركت الجميع عرضة لخطر للمتربصين السياسيين الذين همهم تقلد المناصب بأي وسيلة كانت بالقانون أو بغيره.. فعلاً السؤال يحيره نفسه بنفسه فلماذا كل تلك البهرجة وكل تلك البروباغندا مادمت العملية ديموقراطية.. كما تريدون!
فاستناداً للمعطيات الرسمية وعقب انتخابات 8 شتنبر المنصرم فان حزب الاستقلال تصدر المشهد الانتخابي بعد اكتساحه لجميع الدوائر الانتخابية بفركلة العليا.. الشيء الذي أهله لأن يصبح قوة سياسية مؤثرة.
نفس المعطيات تشير الى أن حزب الاستقلال حصل على 13 مقعداً في المرتبة الأولى ثم حزب التجمع الوطني للأحرار ب 10 مقاعد متبوعاً بحزب العدالة والتنمية بثلاثة مقاعد ثم حزبي الاصالة والمعاصرة وحزب الحركة الشعبية الذي حصل كل واحد منهما على مقعد واحد.
أليس من حق القوة السياسية في أن تقرر مصير هذا التحالف المعروف والذي لا منطق له مادمت المصلحة العامة هي المبتغى الأكبر للكل.. فعلاً قد يبدو بديهي ومعروف كل النوايا الواقفة وراء هذا الصراع المفتعل من حزب العدالة والتنمية الذي أراد لنفسه مكاناً بين الأغلبية كيفما كانت الوسيلة.
فبعد الميثاق الثلاثي الذي وقعته الأحزاب المتصدرة لإنتخابات ثامن شتنبر الماضي.. والذي نص على التحالف في مجالس الجهات والجماعات.. والخارق لهذا الميثاق يعرض نفسه لعقوبات وفق المساطر القانونية الجاري بها العمل في قانون الأحزاب.
ففي 18 شتنبر الماضي سحبت التزكية من مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار بالقانون وفقاً لما جاء في الميثاق.. بعدما استنفد معه حزب الاستقلال داعم التحالف المنطقي والطبيعي كل طاقاته خاصة بعد عقد حوارات مراطونية واقترحات.. غير ذوي النيات السيئة أو خدومي الشيطان اربكو كل شيء لتعود الأمور الى نقطة الصفر.
فريق حزب العدالة والتنمية بعدما اشتد عليه الضيق وبدأ يحس بنفسه انه يحتضر.. وان فشله في تحقيق المبتغى يلوح في الأفق استغل سداجة الساكنة ممراً بذلك الخطاب المعروف.. وتفنن في صنع الاشاعة كما يفعل في كل وقت وحين.
حنكة حزب الاستقلال (القوة السياسية) ووعيه بما يقع دفعت به الى التحلي بالمسؤولية, بحكم مراكمته لتجارب سياسية.. فعاد وراءاً في خطوة سياسية محسوبة محققا بذلك العلامة الكاملة.
أما شياطين الحزب المعلوم فقد استمرو في بث الفتنة التي ذهب ضحيتها مواطن سادج يؤمن بالخزعبلات.. فشتان بين ذاك وذاك..فيترى لمن سنحمل المسؤولية فيما وقع ومن ستعاقب الساكنة؟.
والجدير بالذكر أنه خلال السبت الماضي شهد محيط جماعة فركلة العليا شغباً غير مسبوق, بعد اقدام محتجين على عرقلة السير العام بالطريق الوطنية, لتتدخل بذلك القوات العمومية التي أصيب أحد عناصرها, خلال مواجهات بالرشق بالحجارة.
فبعدما اشتدت لهطة المناصب مخافة الحساب وافتضاح الأمر.. وقع ما وقع… والمواطن دائما الضحية.. فمن يترى يتحمل المسؤولية.. مسؤولية خمس سنوات من هدر الزمن التنموي دون أدنى حصيلة تذكر.. فلا مدرسة يتعلم فيها الأبناء.. ولا مستشفى يتداوا منه مواطن بسيط. فلما كل تلك البهرجة..!؟
صعب فهم مثل هكذا من المعادلات التي قل ما يكون لها حل.. فإلى متى سيستمر هذا البلوكاج؟..