يوسف القاضي
رغم اجتهاده وتفوقه الدراسي، يواجه تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة بآيت الفرسي خطر مغادرة مقاعد الدراسة في بداية مشواره الإعدادي. التلميذ، الذي يتابع مساره التعليمي بمجموعة مدارس صاغرو المركزية، تمكن بفضل مثابرته من النجاح إلى السنة الأولى إعدادي بالثانوية الإعدادية آيت الفرسي، غير أن ظروفه الصحية وعدم توفر المؤسسة على ولوجيات مناسبة، فضلاً عن بعدها عن مقر سكن أسرته بحوالي كيلومتر واحد، تجعل حلمه في مواصلة الدراسة مهدداً.
هذا التلميذ، الذي يستعمل كرسياً متحركاً، اعتاد أن يتنقل يومياً إلى مدرسته بمساعدة زملائه التلاميذ الذين كانوا يتناوبون على دفع كرسيه المتحرك في مشهد مؤثر يجسد قيم التضامن والتآزر بين الأطفال. غير أن الانتقال إلى مرحلة الإعدادي وما يرافقها من صعوبات في التنقل والمسافة الإضافية، جعل الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة له ولأسرته.
وفي هذا السياق، أطلقت الأسرة نداءً مؤثراً إلى السلطات المحلية والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية قصد التدخل العاجل لإنقاذ مستقبل ابنها، وذلك عبر توفير كرسي متحرك كهربائي يخفف من معاناته اليومية، وإحداث ولوجيات بالثانوية الإعدادية تمكّنه من ولوج حجرات الدرس بشكل آمن وكريم.
تقول الأسرة إن “ابنها يحلم بأن يصبح شخصاً نافعاً في المجتمع، ولا يريد أن يكون عبئاً على أحد، غير أن العوائق المادية والبنيوية تجعله مهدداً بالانقطاع عن الدراسة في وقت كان من المفترض أن يكون نموذجاً يُحتذى به في المثابرة والإصرار”.
ويُذكر أن هذا التلميذ المتفوق سبق أن حظي بشرف استقبال عامل إقليم تنغير ضمن حفل تكريم التلاميذ المتفوقين دراسياً، الذي احتضنه المركز الثقافي بتنغير أواخر يونيو الماضي، وهو تكريم كان دافعاً معنوياً كبيراً له، غير أن واقع الولوجيات لا يزال يشكل أكبر عائق أمام طموحه.
هذا النموذج الإنساني يطرح بإلحاح سؤال تكافؤ الفرص وضمان الحق في التعليم بالنسبة للأطفال في وضعية إعاقة، لاسيما في الوسط القروي حيث تظل البنيات التحتية والخدمات الداعمة شبه منعدمة، ما يستدعي تضافر جهود مختلف المتدخلين لإيجاد حلول عملية تحفظ للتلميذ حقه المشروع في متابعة دراسته، وتضمن دمجه الفعلي في الحياة المدرسية.
