أقدم مستشار جماعي بجماعة كلميمة في مشهد غير مألوف على حضور أشغال دورة المجلس وهو يرتدي خوذة ونظارات واقية، في سلوك أثار استغراب الحاضرين وتساؤل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد برر المستشار هذا التصرف الغريب بـ”خوفه من عنف محتمل من طرف رئيس المجلس”، مشيراً إلى ما وصفه بـ”توتر الأجواء وسلوك عدواني يمارس داخل المجلس من طرف الرئيس تجاه بعض الأعضاء”.
وأثار هذا السلوك سيلا من التعليقات المستغربة والانتقادات، لكنه في الآن ذاته أعاد إلى الواجهة النقاش حول واقع المجالس المنتخبة في المغرب، وما تعرفه بعض الجماعات الترابية من أجواء مشحونة، وصراعات داخلية، تنعكس سلبا على سير العمل الجماعي وجودة التدبير المحلي.
ويرى البعض في هذا السلوك ، أن ما قام به المستشار هو شكل من أشكال “الاحتجاج الرمزي الساخر”، للتعبير عن احتجاجه على ظروف الاشتغال داخل المجلس، واعتبره آخرون “سلوكاً استعراضياً ومبالغاً فيه”، يخفي ربما تصفية حسابات سياسية داخلية أكثر من كونه موقفاً مبدئياً.
ويشير متابعون للشأن المحلي بمدينة كلميمة إلى أن الحادثة تعكس في العمق أزمة تواصل وتدبير داخل بعض المجالس المنتخبة، حيث تطغى الخلافات الشخصية والتجاذبات السياسية على المصلحة العامة، وتتحول دورات المجالس إلى فضاءات للصراع بدل النقاش المسؤول.
ولم تمر الواقعة دون أن تثير موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء صور المستشار وهو يرتدي الخوذة، مرفقة بتعليقات ساخرة، بين من شبّه المجلس بحلبة ملاكمة، ومن اعتبرها “حلقة جديدة من مسلسل العبث السياسي”.