المقاهي المتنقلة بجماعة الرشيدية مشروع واعد في ظل العشوائية

7 مارس 2025
المقاهي المتنقلة بجماعة الرشيدية مشروع واعد في ظل العشوائية

بقلم مصطفى هادي

تمتلئ مختلف مراكن السيارات وجنبات الطرقات بسيارات وعربات مجرورة ، يتحلق حولها شبان وشابات يحتسون فنجان قهوة ، تنبعث منه أبخرة يتنسمون مذاقه ، أو أكلة خفيفة لا تقاوم . يتلددون بمذاقها علها تنسيهم مرارة المعاناة اليومية ، مشدودة اذواقهم لإشهاريات تسيل لعابهم في أماكن تكتسي طابع الخطورة و تنجذب إليها النفوس من أعمار مختلفة .
في حين أن هناك استنكارا يعلو من بعض المواطنين لتناسل هذه المقاهي والمطاعم المتنقلة ، التي بالغ معظم أصحابها حد الجراءة بالزحف على الملك العام واحتلاله بإقامة مقاهي ومطاعم على بساط المجال الاخضر، واضعين كراسي وطاولات هنا وهناك بشكل عشوائي غير ابهين بالتضيق على المواطن الذي يرتدها لفسحة ليلية يتسامر فيها مع صديق له أو أسرته الصغيرة لنسيان متاعب اليوم او إعادة أحداث الماضي الجميل وفجاءة يجد نفسه مرغما على البحث عن مكان آخر أمن أقل إزعاجا وأكثر احتراما. في غياب الحل وكثرة الشكاوى من أرباب المقاهي ضد هؤلاء المنافسين الجدد ، الذين أضحو يتحكمون في مختلف الشوارع …
بالرغم من ذلك تبقى هذه الظاهرة من بين الحلول عند الشباب لامتصاص البطالة في صفوف الرشداويين العاطلين عن العمل ، وفرصة لتحسن دخلهم ومستواهم المعيشي ، والرفع من مستوى التنمية البشرية بالجماعة أمام قلة فرص العمل وغلاء الاسعار. هذه الظاهرة الجديدة الغير منظمة تحتم على المسؤولين وضع خطط واضحة للتعامل معها بنوع من الجدية عبر تقنينها حتى تساهم في التشغيل الذاتي ، وعليه ؛ ينبغي تقديم كل اصناف الدعم والتكوين والترخيص لمثل هذه المبادرات لتقنين وتنظيم هذه المقاهي والى جانبها المطاعم المتنقلة ، وإدخال هذه المشاريع ضمن القطاعات المهيكلة ليتسنى لأصحابها التمتع بوضعية قانونية تقييهم من المتابعات والمضييقات. دون إغفال عنصر المراقبة الصحية والأمنية لسلامة المواطنين ، حتى تصبح هذه الظاهرة قطاعا منظما عبر انتقاء المواقف ، والبعد عن الأرصفة تفاديا للفوضى والعشوائية داخل المجلات الخضراء. وحتى لا يتضرر أصحاب المقاهي التابثة والحفاظ على الملك العام بوضع خطط استباقية قبل استفحال الظاهرة بشكل عشوائي ، لتزايد انتشارها بشكل ملفت بمختلف طرقات المدينة وأماكنها العامة وخاصة المجلات الخضراء ، و التي أصبحت تشين المنظر العام الذي يزداد تشوها يوما بعد يوم دون توقف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة