تعد قنطرة أيت خوجمان، الواقعة على واد زيز، أحد أهم المنشآت الحيوية التي تربط بين منطقتين استراتيجيتين في المملكة المغربية: جهة درعة تافيلالت و جهة فاس مكناس. إنها ليست مجرد معبر مائي، بل تمثل شريان الحياة الاقتصادية الذي يسهم في ربط المدن والمناطق النائية ويسهل حركة التجارة والتنقل بين هذه الجهات.
على الرغم من الأهمية الكبرى لهذه القنطرة في تيسير التنقل وحركة البضائع، فإنها تواجه تحديات كبيرة نتيجة لتقادمها وللتأثيرات البيئية المختلفة التي تعرضت لها على مر السنين.
فقد مرت على بناء هذه القنطرة عقود من الزمن، مما جعلها عرضة للتآكل وضعف الهيكل الإنشائي، خاصة مع تزايد الحمولات والمرور المتزايد.
لكن التحديات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد شهدت المنطقة مؤخرًا فيضانات كبيرة أضرت بالبنية التحتية لهذه القنطرة بشكل ملحوظ. الفياضانات التي اجتاحت واد زيز خلّفت آثارًا جسيمة على المنشأة، مما يهدد سلامة السير وحركة المرور، فضلاً عن تأثيرها المباشر على الاقتصاد المحلي.
تُظهر الحالة الراهنة ضرورة ملحة لإعادة تقييم الأضرار التي لحقت بالقنطرة بسبب هذه الفيضانات وتقديم خطة إصلاح عاجلة.
من المهم أن يتم التدخل بشكل سريع لتفادي أي مخاطر قد تنجم عن انهيار أو تدهور القنطرة، وهو ما قد يعوق حركة التنقل بشكل حاد ويؤثر بشكل كبير على الأنشطة الاقتصادية في المنطقة.
كما تمثل القنطرة نقطة وصل أساسية بين مناطق الجنوب الشرقي وبقية المناطق المغربية، وبالتالي فإن إهمال حالتها قد يكون له عواقب وخيمة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
ويعد تأهيل هذه القنطرة ليس فقط ضرورة لتحسين البنية التحتية، بل هو استثمار حيوي لضمان استمرار التنمية والتواصل بين مختلف المناطق.
و يجب على السلطات المعنية في ظل هذه المعطيات اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لتقييم الأضرار وإصلاح القنطرة، وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع الحاجة الماسة لتوفير بنية تحتية آمنة ومستدامة تسهم في تسهيل حركة التنقل وتعزيز الأنشطة الاقتصادية في هذه المنطقة الحيوية.