يواصل منتخب المغرب لكرة القدم تحت قيادة مدربه وليد الركراكي التحضير لمنافسات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستستضيفها البلاد، في ظل طموحات كبيرة تتجدد في كل مرحلة. بعد تصفيات استثنائية أكدت قوة الفريق، أصبح السؤال الأكثر تداولاً هو: هل ينجح المنتخب المغربي في تحقيق اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ عام 1976؟
وعبر المنتخب الوطني عن جاهزيته العالية في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، حيث قدم أداء هجوميًا ودفاعيًا مبهرًا، ليختتم مرحلة التصفيات برصيد 26 هدفًا، مقابل هدفين فقط في شباكه. نجاح “أسود الأطلس” في الهيمنة على مجموعتهم كان نتاجًا لتنسيق مثالي بين اللاعبين، وهو ما أتاح لهم الانتصار على فرق مثل ليسوتو (7-0) والغابون (5-1)، مما أبرز قوته الهجومية ومهاراته التكتيكية.
وتتمثل أبرز نقاط القوة للمنتخب المغربي في جماعية الأداء ومرونة أسلوب اللعب. فعلى الرغم من حضور الأسماء الكبيرة مثل أشرف حكيمي وياسين بونو، تمكن المدرب وليد الركراكي من دمج لاعبين شبان متميزين مثل إلياس بن صغير وإسماعيل صيباري. هذا الخليط بين الخبرة والشباب منح الفريق توازنًا فنيًا ومرونة تكتيكية في الملعب، جعلته قادرًا على فرض نفسه في مختلف الظروف.
كما أن القوة الهجومية للفريق، التي تجلت في تسجليهم 26 هدفًا في التصفيات، كانت مدفوعة بتألق لاعبين مثل إبراهيم دياز وسفيان رحيمي، والذين عززوا من فعالية الهجوم المغربي. ولم يتوقف الفريق عند الهجوم فقط، فقد أظهر دفاعه صلابة استثنائية بفضل التنسيق الجيد بين اللاعبين، وخاصة تحت قيادة نايف أكرد وحراسة المرمى التي تميز بها ياسين بونو.
ورغم هذه الانتصارات الواضحة، يواجه منتخب المغرب تحديات عديدة في البطولة القارية المقبلة، خاصة في ظل التوقعات العالية التي ترافق الفريق باعتباره البلد المضيف. البطولة التي ستقام على أرض المغرب تمثل فرصة ذهبية للتتويج باللقب الإفريقي، لكنها تأتي مع ضغط إضافي على اللاعبين والجهاز الفني لتحقيق هذه الطموحات.
وسيمنح التنظيم المحلي الفريق دعمًا جماهيريًا هائلًا، وهو ما يعد عاملاً إيجابيًا، ولكن في نفس الوقت، فإن التوقعات الكبيرة قد تضع الضغط على اللاعبين. في هذا السياق، أكد الركراكي أن مهمتهم ليست سهلة، حيث قال بعد الفوز على ليسوتو: “رغم الأداء الجيد في التصفيات، ما زال أمامنا الكثير من العمل للوصول إلى هدفنا الأكبر، وهو الفوز بكأس أمم إفريقيا”.
ورغم قوة المنتخب المغربي، يبقى التحدي الأكبر في مواجهة منتخبات كبيرة مثل السنغال، التي تضم نجومًا من الأندية الأوروبية الكبرى، ومصر، التي تمتلك الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية (7 ألقاب)، إلى جانب الجزائر، التي فازت بالبطولة في 1990 و2019. هذه الفرق تعد من أبرز المنافسين الذين يصعب التغلب عليهم، مما يفرض على “أسود الأطلس” العمل على تعزيز مستواهم التكتيكي وتحقيق توازن أكبر بين الهجوم والدفاع.
وأشار المحللون الرياضيون إلى أن نجاح المغرب في البطولة سيعتمد بشكل كبير على الإعداد النفسي والتكتيكي السليم، خاصة في المباريات الحاسمة. فالتحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على الأداء المرتفع خلال جميع مراحل البطولة، وتحديدًا في الأدوار الإقصائية حيث يصعب التوقع بنتائج المباريات.
ويحمل المنتخب المغربي آمال جماهيره العريضة في تجاوز العقبات والتتويج باللقب القاري الذي طال انتظاره. ومع الدعم الجماهيري الكبير والإمكانات التي يمتلكها الفريق، يبقى الأمل قائمًا في أن يكون العام 2025 هو عام “أسود الأطلس” في كأس أمم إفريقيا.