كشف تقرير حديث أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن ظاهرة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الرقمية بين الأطفال والشباب في المغرب، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحتهم النفسية والجسدية.
وأظهرت الدراسة، التي شملت 1293 طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين 8 و28 عاماً، أن 80% من الأطفال والشباب في المغرب يستخدمون الإنترنت بشكل مستمر. كما بينت أن 70% منهم يدخلون بانتظام على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك.
و تثير هذه الأرقام ،قلقاً كبيراً بشأن التأثيرات المترتبة على الاستخدام المكثف لهذه الوسائل. فقد أشار التقرير إلى أن الاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية بشكل عام يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، مثل القلق والاكتئاب، والإدمان على الإنترنت، إضافة إلى مشاكل في النوم وزيادة الوزن نتيجة للجلوس المطول أمام الشاشات.
ورغم الفوائد التي تقدمها التكنولوجيا، مثل تعزيز الوصول إلى المعلومات والتعليم عن بعد، فإن التقرير حذر من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن الاستخدام غير المدروس لهذه الوسائل، خاصة في مرحلة الطفولة والشباب.
وأشار التقرير أيضًا إلى أهمية دور الأسرة والمدارس في توجيه الأطفال نحو الاستخدام السليم للتكنولوجيا، والحد من تأثيراتها السلبية. كما دعا إلى ضرورة تطوير برامج توعية تستهدف الشباب والأسر حول كيفية موازنة الوقت بين الأنشطة الرقمية والأنشطة الاجتماعية والرياضية التي تساهم في تعزيز الصحة العامة.
و أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من جهته على ضرورة اتخاذ تدابير جادة من قبل السلطات المغربية لتقنين وتنظيم استخدام الأطفال للتكنولوجيا الرقمية، من أجل ضمان بيئة صحية وآمنة لهم في العالم الافتراضي.