تيشكا الطريق الوعرة المفروضة على كل مسافر للعبور من مدن الحلم إلى الجنوب الشرقي للمملكة أو العكس. هذه الطريق التي باتت تعرف ب ”الطريق إلى الموت” والتي هي إحدى الطرق التي شيدها الفرنسيون في عهد الحماية من أجل ربط الجنوب الشرقي بما يسمى المغرب النافع.
وتامل ساكنة الجنوب الشرقي بالمغرب للخروج من هذا النفق المظلم. نفق “نتيشكا” وهو ما سيخلصهم من معاناتهم مع المنعرجات الخطيرة. ولعل هذا الحلم، الذي بقي معلقا لعقود، بدأت تتعزز الآمال حوله، بعدما أعلنت الحكومة المغربية على لسان الوزير نزار بركة أن دراسات تقنية أفرجت عن الطريق التي سيبني فيها النفق وهي منطقة أوريكا على طول 10 أمتار.
لكن حسب الفاعلين المدنيين بالجهة، تبقى هذه التطمينات الحكومية مجرد حبر على الورق. وأنها ليست إلا مجرد وعود كاذبة. فبحسب فاعل مدني بالمنطقة قال انه لايمكن نسيان الثلاثاء الأسود بتاريخ 04/09/2012، والتي راح ضحيتها 42 مواطن ومواطنة.
هذا وأضاف أن مشروع النفق بقي طي الكتمان. هذا الاخير الذي من شأنه أن ينهي عذابا نفسيا طويلا لساكنة الجنوب الشرقي. إذ سيقلص من جهة المسافة الزمنية الطويلة والتي تفوق الـ11 ساعة من السفر، ومن جهة ثانية سيتجنب المسافرون المغامرة بأرواحهم في منعرجات الموت.
هذه المدة الطويلة التي تورق معظم المسافرين فمنهم من يعيد من جديد ذكريات متعبة مليئة بالمعاناة، والخوف وسط أحد “أخطر” المنعرجات الطرقية بالعالم. ومنهم من معاناة مستمرة مع هذه المنعرجات، من أجل الدراسة. وهناك من يعيشها يوميا مثل سائقي حافلات نقل المسافرين. والذين يتعرضون لاكبر كابوس وهو النوم أثناء السياقة. لكن من يعرف منعرجات طريق “تيزي نتيشكا”تماما، يجد نفسه منخرطا في المعاناة رغما عنه.
