الرحل يعانون في جميع المناطق من التغيرات المناخية وقلة التساقطات

أكد مدير المهرجان الدولي للرحل، نور الدين بوكراب، أن الرحل يعانون في جميع المناطق من التغيرات المناخية وقلة التساقطات وما يستتبعه ذلك من قلة الكلأ المخصص للإبل.

وقال بوكراب على هامش الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرحل، الذي تحتضنه محاميد الغزلان، إن هذا الوضع، مضافا إليه إلى غياب أنظمة الصحة والتمدرس، يحتم على هذه الفئة الاستقرار، مشيرا إلى أنه بمجرد هطول الأمطار “يعودون إلى الحياة التي يعشقون ويعيشونها بكل أريحية”.

وسجل أن المهرجان يساهم في التعريف بثقافة الرحل من خلال برمجة متنوعة تشمل عروضا موسيقية في الهواء الطلق وتنظيم ورشات ومعارض للمنتجات المحلية والمجالية، وأنشطة تلامس كنه الترحال، على غرار سباق الهجن (اللز) وهوكي الرمال أو طهي الخبز على الرمال (الملة) وغيرها، مبرزا أن جديد هذه السنة تمثل في تخصيص فقرة خاصة للحكي في فضاء صحراوي جميل.

وأوضح أن الحكي مكون رئيسي في الثقافة البشرية وثقافة الرحل على وجه الخصوص، فهو وسيلة للتسلية والتثقيف والتنشئة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه تمت استضافة حكواتيين من فرنسا ومالي والمغرب.

وعلاقة بمساهمة المهرجان في إشعاع المنطقة، قال بوكراب إن هذه التظاهرة الثقافية “أصبحت نموذجا يحتذى به للنجاح، وتيمة ووسما للجنوب المغربي، وقد برهنت بجد وبحق على أن الثقافة من الروافد الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها”.

واستشهد، في هذا الصدد، بما أبرزته الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي، خلال حفلها الموسيقي، من أن المهرجان الدولي للرحل “وضع منطقة محاميد الغزلان على خارطة العالم الثقافية، وهي شهادة تثلج الصدر”.

وعلى صعيد آخر، سجل رئيس جمعية “رحل العالم” أن فكرة تأسيس الجمعية نبعت من “غيرة شباب في مناطق نائية بدأت فيها موجة استقرار الرحل ترتفع بشكل كبير، مشيرا إلى انه كان من الواجب سنة 2004 الإسراع بتأسيس هذه الجمعية، وذلك بالنظر “لأهمية هذا الموروث الثقافي وغناه ولاحتوائه على قيم كفيلة بإيجاد حلول لمشاكل الإنسانية جمعاء”.

وتابع أن منطقة محاميد الغزلان غنية بتراثها المادي واللامادي الضاربة بجذوره في عمق التاريخ، فقد كانت فيما مضى معبرا للقوافل التجارية بين الصحراء والمغرب في اتجاه أوربا، ولعبت دورا كبيرا في هذا التلاقح الثقافي بين الجنوب والشمال.

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرحل، انطلقت أول أمس السبت بمحاميد الغزلان.  وتحتفي هذه النسخة، بالحكواتيين والحكايات التي أثثت وتؤثث معيش السكان الرحل، وتعد فرصة للتعريف بالتقاليد الراسخة في حياة هذه المناطق الصحراوية.