تعيش واحات النخيل في الجنوب الشرقي المغربي، رغم أنها كانت لقرون حصناً بيئياً واقتصادياً، وضعاً مأزوماً بفعل التغيرات المناخية، وتوالي سنوات الجفاف، واستنزاف المياه الجوفية، إضافة إلى الإهمال المؤسساتي والتهميش الاجتماعي.
وتضم هذه الواحات أكثر من 7.2 ملايين نخلة وتمتد على مساحة 64 ألف هكتار، يعيش فيها أزيد من مليوني نسمة. غير أن هذه الثروة الطبيعية باتت تواجه خطر الاندثار، حيث اندلع منذ 2009 أكثر من 2300 حريق أتى على آلاف الأشجار، في حين تراجعت مساحة الواحات من 150 ألف هكتار إلى أقل من الثلث، وانخفض إنتاج التمور بنسبة 34%.
ويشدد الخبراء في مجال الواحات على أن المشكلة لا تكمن فقط في المناخ، بل أيضا في السياسات المنتهجة ، وسوء تدبير الموارد المائية، وعزوف الشباب عن الفلاحة، مقابل تصاعد موجات الهجرة نحو المدن، بحثا عن فرص مفقودة في مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية وتهميش تاريخي.
وعلى الرغم من إطلاق استراتيجيات تنموية كالمخطط الأخضر والجيل الأخضر، إلا أن أثرها ظل محدوداً داخل الواحات القديمة، التي تحتاج إلى تدخلات مستعجلة تقوم على دعم سكانها وتمكينهم، عوض توجيه الاستثمارات نحو ضيعات ضخمة تهدد التوازن البيئي.
وترى ساكنة الجنوب الشرقي خاصة ساكنة ضفاف الأودية أن الواحات ليست فقط نخلا وماء، بل ذاكرة وهوية وتراث إنساني. فإما أن تنقذ اليوم، أو تضيع غداً بصمت.