لقي شاب ينحدر من دوار برم جماعة أيت إزدك ،إقليم ميدلت مصرعه في ظروف غامضة، بعد انقلاب آلية من نوع “طراكس” بأحد المنحدرات الوعرة بجبل جعفر. وبين روايتين متناقضتين، تزداد التساؤلات حول الملابسات الحقيقية للوفاة، وسط مطالب واسعة بفتح تحقيق نزيه ومعمق لكشف ما جرى.
وتفيد الرواية الأولى بأن الهالك، وهو شاب في مقتبل العمر، كان يقود آلية الأشغال “طراكس” في ورش جبلي عندما انقلبت به بفعل تضاريس وعرة، ما أدى إلى وفاته في عين المكان. وتذهب هذه الرواية إلى اعتبار الحادث عرضيًا، نتيجة مجازفة أو فقدان تحكم في الآلة.
وتؤكد مصادر محلية ومقربون من الأسرة في المقابل أن الشاب لم يكن سائقًا رسميًا للآلة، بل يشتغل فقط حارسًا بالورش، ولا يتوفر على أي رخصة سياقة خاصة بهذا النوع من الآليات. وهو ما يطرح تساؤلات حارقة:
كيف وُجد خلف مقود الآلة؟
هل تم السماح له باستعمالها دون إشراف؟
وأين كانت إدارة الورش في لحظة وقوع الحادث، خصوصًا أنه صادف يوم عطلة بمناسبة عيد العرش؟
وأمام تضارب الروايات وتضاؤل الشفافية، تتعالى أصوات في أوساط المجتمع المدني وسكان المنطقة للمطالبة بـفتح تحقيق قضائي وتقني عاجل، لتحديد المسؤوليات ومساءلة كل من تورط في الإهمال أو التلاعب، إن ثبت ذلك.
وقد عبّر عدد من النشطاء عن خشيتهم من محاولة “طمس الحقيقة” أو تحميل الضحية مسؤولية وفاته، مطالبين بتدخل الجهات المختصة لضمان العدالة، وصيانة حق أسرة الشاب المفجوع في معرفة الحقيقة كاملة، “حتى لا يموت مرتين”، كما جاء في أحد التعليقات المتداولة.
ويظل الغموض في غياب بلاغ رسمي من السلطات المحلية أو الجهات المشغلة، سيد الموقف، فيما تواصل أسرة الفقيد تلقي العزاء تحت وطأة الصدمة والحزن، آملة أن تظهر الحقيقة، وأن يُنصف ابنها بما يليق بكرامته وحقه كمواطن اشتغل في ظروف قاسية.