أفادت مصادر مطلعة من إقليم ميدلت لجريدة الرشيدية 24 أن العشرات من ساكنة دوار أمالو نايت علي أبراهيم التابع لجماعة تونفيت، جسدت أمس الأربعاء 25 يونيو، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليم ميدلت، للتنديد بما وصفوه بـ”الاستنزاف الممنهج” للفرشة المائية بالمنطقة، و”الصمت غير المبرر” للسلطات المحلية أمام ما اعتبروه “جريمة بيئية مكتملة الأركان”.
وجاء هذا الاحتجاج حسب المصادر ذاتها بعد نضوب ثمانية عيون مائية كانت تشكّل شريان الحياة لسكان الدوار، حيث كانت تستغل في تزويد الساكنة بمياه الشرب وسقي الماشية.
ويرجع السكان هذا الجفاف المفاجئ إلى تحويل كميات ضخمة من المياه الجوفية خارج المجال الترابي للقبيلة، من خلال آبار تم حفرها حديثا، ثم ربطها بقنوات ومضخات لنقل المياه لمسافات طويلة نحو ضيعات فلاحية حديثة الإنشاء، تعود لمستثمرين جدد.
وعبر المحتجون خلال الوقفة الإحتجاجية عن غضبهم الشديد لما وصفوه بـ”تواطؤ أو تقصير” السلطات المحلية، متسائلين عن الجهة التي رخصت بنقل المياه الجوفية من منطقتهم، في مخالفة واضحة ـ حسب تعبيرهم ـ للقوانين الجاري بها العمل، وعلى رأسها القانون رقم 36.15 المتعلق بالماء، والذي يلزم بالحصول على ثلاث رخص منفصلة: رخصة الحفر، رخصة الجلب، ورخصة التحويل.
وقال أحد المحتجين : “من المسؤول عن مراقبة هذه الرخص؟ وأين هي الشرطة المائية؟ لا يُعقل أن تجف عيون مائية في ظرف قياسي دون أن تتحرك أي جهة لفتح تحقيق ميداني أو تقني حول الأسباب الحقيقية لهذا النضوب المفاجئ.”
ويؤكد السكان في ظل رد رسمي من الجهات المعنية أنهم وجهوا مراسلات متكررة منذ شهور دون أي تجاوب يذكر، وهو ما زاد من حدة التوتر والتذمر المحلي، ودفعهم إلى النزول للاحتجاج والمطالبة بفتح تحقيق شفاف ومستقل، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
