قال الكاتب الإعلامي اللبناني خير الله خير الله إن حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء هو وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء.
وأشاد الكاتب اللبناني في مقال تحت عنوان “خطاب الوضوح المغربي”، حلل فيه مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى 20 غشت، بأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها.
وأضاف في المقال الذي نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، اليوم الاثنين، أنه “مرّة أخرى يؤكد المغرب موقفه الواضح من القضايا التي تهمّه، وهي القضايا التي تعني كلّ مواطن في مملكة متصالحة مع نفسها أوّلا”، موضحا أن كلمة الوضوح “تختزل الخطاب الذي ألقاه الملك محمّد السادس في مناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب التي كانت خطوة أساسية في مجال تأكيد حال التلازم والتلاحم بين مؤسسة العرش من جهة والشعب المغربي من جهة أخرى”.
وأبرز الإعلامي خير الله خير الله أنه “عندما يتحدّث (جلالة الملك) محمّد السادس عن مئات الآلاف من اليهود المغاربة واعتزازه بدعمهم لوطنهم، فهو يظهر مرّة أخرى أن لا وجود لعقد مغربيّة من أي نوع (…) هناك في المغرب الملك الإنسان أوّلا الذي ينادي بالإعتدال ويعمل من اجله في كلّ مكان، لذلك، ليس صدفة تحوّل المغرب إلى دولة تعترف بكلّ المكونات التي تتشكل منها ثقافة البلد وتاريخه، بما في ذلك المكون اليهودي”.
وشدد على أن المغرب “بلد حضاري قبل أي شيء آخر لا تمييز فيه بين مواطن وآخر بغض النظر عن ديانته، بكلام أوضح إنّ التراث اليهودي مصدر غنى للمغرب المنفتح على محيطه وعلى العالم”.
ولفت إلى أن “هذا الإنفتاح المغربي على الذات أّولا لعب دوره الأساسي في إقتناع العالم، على رأسه الولايات المتحدة، بحق المغرب في استعادة أقاليمه الجنوبيّة التي كانت تحت الإستعمار الإسباني حتّى العام 1975 وبات كلّ عاقل في هذا العالم يدرك أن قضيّة الصحراء ليست سوى قضيّة مفتعلة وهي حرب استنزاف جزائريّة تستهدف المغرب ليس إلّا”.
وأكد كاتب المقال أن “الأهم من ذلك كلّه، أن العالم يعي جيّدا أنّ المغرب لا يمكن ان يتخلى عن حقوقه في ارضه من جهة وأن سكان الأقاليم الصحراوية يؤمنون قبل غيرهم بإنتمائهم إلى المغرب من جهة أخرى”.
وذكر أن المغرب خاض معركة طويلة بغية استعادة أقاليمه وبغية جعل معظم العالم يعترف بمغربيّة الصحراء، مشيرا إلى ان المعركة التي خاضها المغرب، بدءا بـ”المسيرة الخضراء”، قبل 47 عاما، ليست سوى امتدادا لـثورة الملك والشعب التي اثبتت مدى التلاحم بين العرش والشعب.
وخلص الإعلامي خير الله خير الله إلى أن المغرب “استعاض عن الشعارات الفارغة بالوضوح والثقة بالذات، سمح ذلك ل(جلالة الملك) محمّد السادس بالتوجه إلى شعبه منطلقا من ثوابت تحقّقت على الأرض، يبقى أفضل دليل على هذه الثوابت البنية التحتية الحديثة في كل مدينة وقرية مغربية، وليس في الأقاليم الصحراوية وحدها”.