الرشيدية 24: متابعة
شهدت الطريق الإقليمية رقم 1521، المعروفة سابقًا بالطريق الجهوية رقم 113، الرابطة بين جماعتي أيت الفرسي وألنيف بإقليم تنغير، صباح اليوم الخميس، حادثة سير خطيرة تمثلت في انقلاب شاحنة محمّلة بالدواجن، وذلك على مستوى مقطع تيزي نبوجو، الذي يصفه مستعملو الطريق بـ“منعرج الموت”، نظرًا لخطورة منعرجاته وضيق مساره.
الحادث، الذي استنفر مختلف المتدخلين، أعاد إلى الواجهة من جديد السجل الأسود للحوادث التي عرفها هذا المقطع الطرقي على مرّ السنوات، حيث سُجلت به وفيات متعددة وخسائر بشرية جسيمة، إلى جانب أضرار مادية كبيرة، ما جعله مصدر قلق دائم للساكنة ومستعملي الطريق، خاصة سائقي الشاحنات والعربات الثقيلة.
ويُعد هذا المحور الطرقي من المسالك الحيوية التي تعرف كثافة نسبية في حركة السير، لكونه يربط إقليم تنغير بمناطق سياحية معروفة، من قبيل مرزوكة بإقليم الرشيدية، فضلًا عن ارتباطه بإقليم زاكورة، الأمر الذي يزيد من خطورته في ظل وضعه الحالي.
وفي هذا السياق، تجدّد ساكنة المنطقة وفعاليات محلية دعواتها الملحّة إلى تغيير مسار الطريق على مستوى منعرجات تيزي نبوجو الخطيرة، أو إعادة تهيئتها بشكل جذري يستحضر معايير السلامة الطرقية، من خلال توسيع المقطع الطرقي، وتقويم المنعرجات، وتعزيز التشوير الطرقي والحواجز الواقية، تفاديًا لمزيد من الأرواح التي تُزهق بهذا المقطع المصنّف ضمن النقاط السوداء بالإقليم.
وعلى مستوى التدخل الميداني، سُجّل تعاون فعّال لعون السلطة والأعوان الموسميين بالجماعة الترابية أيت الفرسي، حيث ساهموا في تأمين حركة السير وتيسير مرور العربات، إلى جانب تنظيف الطريق من مخلفات الحادث، خاصة الدواجن التي تسببت في عرقلة مؤقتة لحركة المرور.
ويبقى هذا الحادث، كسابقاته، جرس إنذار حقيقي يستدعي تعاطيًا جديًا ومستعجلًا من الجهات المعنية، من أجل وضع حد لنزيف الطرق، والاستجابة لمطالب الساكنة المشروعة، قبل أن يتحول “منعرج الموت” إلى عنوان دائم لفواجع جديدة.
