تنغير: الهدر المدرسي يهدد تلاميذ قصر توغزا.. وغياب النقل المدرسي يكشف مفارقات صارخة

11 سبتمبر 2025
تنغير: الهدر المدرسي يهدد تلاميذ قصر توغزا.. وغياب النقل المدرسي يكشف مفارقات صارخة

يوسف القاضي

يدق ملف الهدر المدرسي ناقوس الخطر مجددًا في إقليم تنغير، وبالضبط بجماعة ألنيف، حيث يعيش تلاميذ وتلميذات قصر توغزا معاناة يومية نتيجة غياب النقل المدرسي. هؤلاء الأطفال يضطرون لقطع مسافات مرهقة تصل إلى 8 كيلومترات ذهابًا وإيابًا نحو إعدادية قصر ازقور، في ظروف تهدد سلامتهم وتعرض مسارهم الدراسي للانقطاع.

ورغم الوعود التي قُدمت يوم 3 أكتوبر 2024 بمقر عمالة تنغير، عقب المسيرة الاحتجاجية التي نظمها أولياء التلاميذ، ما يزال الواقع بعيدًا عن تلك الالتزامات. بل إن المفارقة تتجلى في وجود مجموعة من الحافلات مركونة في مآرب بعض الجماعات الترابية بالإقليم، فيما أخرى لا تُستغل إلا في نهاية الأسبوع لنقل المستفيدين من مؤسسات الرعاية الاجتماعية إلى ديارهم لقضاء العطلة، بينما يظل أبناء مداشر أخرى، مثل قصر توغزا، محرومين من هذه الخدمة الأساسية، لغياب مؤسسات الإيواء والتغذية في المراكز التي يتابعون فيها دراستهم.

هذا التفاوت في الاستفادة يعكس غياب عدالة مجالية في توزيع وسائل النقل المدرسي، ويزيد من هشاشة الوضع بالنسبة لفئات واسعة من التلاميذ. مصادر من الساكنة أكدت أن أكثر من عشر أسر باتت تفكر في توقيف أبنائها عن الدراسة، خصوصًا الفتيات اللواتي يتأثرن أكثر ببعد المسافة ومخاطر التنقل.

إن استمرار هذا الوضع يطرح تساؤلات حقيقية حول مصداقية الالتزامات الرسمية وآليات تتبعها، في وقت يعتبر فيه التعليم حقًا دستوريا، والنقل المدرسي وسيلة ضرورية لضمان تكافؤ الفرص ومحاربة الهدر المدرسي في العالم القروي.

الساكنة تناشد السيد عامل إقليم تنغير التدخل العاجل لإنصاف أبنائهم، من خلال تفعيل ما تم الاتفاق عليه وتوزيع الحافلات المتوفرة بشكل عادل وفعّال. فتمكين أبناء قصر توغزا من وسيلة نقل لائقة ليس مطلبًا ترفيهيًا، بل شرط أساسي لإنقاذ مستقبلهم الدراسي، ولتجسيد شعار تكافؤ الفرص الذي ترفعه السياسات التعليمية.

فهل تتحرك السلطات قبل أن يضيع جيل آخر بين الوعود المؤجلة وواقع الحرمان؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News