يعود تاريخ القفطان المغربي الى عهد الموحدين في القرن الثاني عشر حيث كانوا يبحثون عن زي راقي و مهيب . يليق بسلاطين الدولة ومكانتهم، فقاموا بإضافة السفيفة والعقاد بمواد كالحرير والذهب والتي تنسج بمدينة فاس التي كانت اهم اقطاب الصناعة في مجال النسيج آنذاك ،
يلبس القفطان عند الموحدين من قطعة واحدة، عبارة عن سترة طويلة ، تغطي الكاحلين، و أكمام طويلة تغطي المعصم ، ويُوضع فوقه رداء اخر من حرير او قطن اوكاشمير..
وتمت إضافة القطعة الثانية من طرف السعديين من ثوب شفاف وخفيف سميت ب المنصورية، نسبة الى السلطان احمد المنصور الذهبي، ويطلق عليه الآن اسم التكشيطة، تُرْتَدَى مع حزام مصنوع يدويا بدقة عالية من نفس نوع خامتي إحدى القطتعين، او حزام معدني من ذهب او فضة منقوشة وهي ما يعرف بالمضمة.
كما أن تنوع تراث القفطان المغربي عبر التاريخ يجعلنا نبحث في أنواع القفاطين ومسمياتهم من حيث القصات (الموديلات) ومن حيث التطريزات التي تدخل في كل نوع حسب مناطق المغرب،إذ نجد القفطان الرباطي الملكي والقفطان السلاوي وقفطان الخريف الفاسي والتطواني ، وقفطان زواق المعلم بالكاترفيلcaftan avec quatre fil وقفطان بالدبلور caftan avec doublure وغيرها من انواع القفاطين.
وسمي القفطان الملكي الرباطي العريق، بهذا الاسم نسبة الى مدينة الرباط والذي يعود اصله الى الفترة الاسلامية الاولى لتطور الدولة الموحدية. وتميز بالطرز على القماش باليد ، كما تميز باعتماده على اثواب فاخرة والوان زاهية كاللون الاخضر الملكي الغامق، والاحمر الملكي القاني، واللذان يرمزان إلى لون العلم المغربي وهذا ما يجعله متجدرا في عمق تاريخ المغرب، وقد يصنع بالوان اخرى كالازرق الغامق والبنفسجي الغامق الذي عرف بلون الملوك ونبلاء الدول .
كما يخصص الطرز الرباطي للعروس ويتميز باشكال متنوعة من زهور واغصان و أوراق مطرزة بخيوط من الحرير والصقلي الذهبي او الفضي، وينبت بخرز وعقيق والتي تعتبر من المضافات للقفطان الرباطي ، الذي كان اصله مطرزا .
كما تدخل فيه رشمات اندلسية ممزوجة بالوان زاهية والتي تميزت بزهور صغيرة الحجم والتي توزع بتناسق مشكلة فسيفساء على الصدر حول الياقة والاكمام بتواز وتوازن ملفت للناظر.
