كلما حل فصل الصيف او اقترب وارتفعت درجات الحرارة قليلا او كثيرا خلال فصل الربيع او الصيف الا وشد الحنين قبائل ايت خباش للاحتفال بالأعراس وبالطقوس الاحتفالية التقليدية التي ظلت موشومة بذاكرة الأهالي بقصر مزكيدة التاريخي عماد مشيخة ايت خباش التي كانت تحرر بها عقود المِلكيات والزواج لِما كانت تمثله من عماد وصرح مخيف منيع في بناء حضارة امازيغية بسجلماسة العالمة والعامرة.
التحولات الحداثية لم تستطع محو تقاليد العرس الأمازيغي بممشيخة ايت خباش التقليدية قبل ان يتحول الاسم مسخا وسلخا ويتغير .. فكلما رحل عرس يحج اليه الزائرون والمقيمون فتنتفي العرقية ولا يلقى الزائر غير الوجوه البسمة المرحبة والمستقبلة للنزلاء وبيت العرس مفتوح للجميع دون دعوة او استدعاء كعادة جل الاعراس بالجنوب الشرقي حيت تنتفي الحدود الوهمية بين القبائل لان الانشراح للجميع شأن الانقباض ايضا ،فكل الارث والموروث مشترك لان التاريخ والهوية والاصل توحد الجميع .
عرس ‘ايت ياشا ‘ و’ ايت سلام ‘ مؤخرا بقصر مزكيدة كان مناسبة للقاء القريب والبعيد بطقوس احتفالية خاصة وبغناء مميز تردده النساء خلف العروس في الصباح الباكر والذي يمجد نزول العروس ببيت العريس محمولة على فرس أو بعير من أمامه الرجال في صراع درامي في ما يسمى ب ‘ أمحاصر’ .
العروس زارت وسط القصر تبركا بالاجداد من الاب والام ‘ ايت حا وايت جرو ‘ وبالاصل، وببابه انحنى الجميع للتاريخ المجيد ،به كان شيوخ القبيلة يخططون وبالسقيفة وبمرجعيتها الدينية والاجتماعية يستفتون وكان حساين بوشقيفة يصنع الفرجة للجميج بالحديث عن البطولات والأمجاد، عرس تم فيه الربط بين القديم والجديد بعيدا عن الاعراس العصرية التي تحضرها الاقنعةوالتمثيل والتشخيص اكثر واكبر من الصدق الذي يجب ان يسم الحياة.
أحروي الأبيض حاضر بهذه المناسبة من العروس وغيرها هو لباس خفيف كالنسيم يلثم الجسد كما يلثم النسيم ورد الصباح…. مرتديته ترنو الجمال فرحا وزهوا ..يداعب أقدام الفتوة ويُطل الحسن منه في غنج الصبا وبساط القلب فتورق الحياة وردا، فتستميل برؤيته العين هياما بعقدة ذات اليمين وذات اليسار، وفي طريقة العقد من الجانبين عِبر، به يزداد عشق الولهان والنشوان،وكل العشاق يودون لو كانوا نساجا ليغزلوا بلمسه خيوط الأفراح…..أضفى البهاء على العروس وعلى كل الكعاب بمزكيدة والذين جاءوا مرزوكة ومناطق اخرى.
ارتداء العروس للباسها الخاص فيه شد وحنين للأصل، ورؤيته تبعث أحلام الطفولة وكل المكارم والخلال… والصورة حية هذه الايام من باب قصر مزكيدة والعريس اوياشا وأمه وإخوانه وأعمامه وأخواله واهل البلدة وكل الحاضرين جميعهم منتشون والرحمة والمغفرة للاب ‘ بّا حماد ‘ الذي رحل في صمت والذي اختاره القدر جوهرة بين الجواهر ..الجميع حج لمعاينة تقاليد لن تبلى مادام في الحال من يحافظ على الهوية ولن تفنى بالقطع ولو حطت حضارات الأمم بثقلها الآلي على كل البلدان الأمازيغية .