نظمت جمعية الصفاء الوطنية للتنمية المستدامة، بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، منسقية الجهوية للتعاون الوطني وجمعية الاتحاد المدغري للكرة الحديدية، يوم الأحد 29 دجنبر 2024، يوماً رياضياً وثقافياً وفنياً بمركز التربية والتكوين إيت مسعود، مدغرة، الرشيدية.
وتندرج هذه الأنشطة التي نظمتها الجمعية في إطار تفعيل الاستراتيجية الجديدة لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن برنامج “جسر لتنمية وإدماج الأسرة القروية”، الذي يهدف إلى تعزيز التفاعل بين الأجيال المختلفة ودعم التنشئة الاجتماعية السليمة، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التي شملت الرياضة، الثقافة والفن. وتحت شعار “الإلتقائية بين الأجيال ضرورية لتنشئة اجتماعية سليمة”، وتم تنظيم هذا الحدث الذي جمع بين كبار السن، الأطفال، والنساء، في جو من التفاعل والحوار.
وكان دوري الكرة الحديدية لكبار السن أبرز محطات هذا اليوم، حيث جرى تنظيمه في أجواء حافلة بالحماس. شارك كبار السن في منافسات رياضية تهدف إلى تعزيز روح النشاط والحركة لدى هذه الفئة، فضلاً عن تكريس ثقافة الرياضة كممارسة مفيدة للصحّة الجسدية والنفسية.
وقد أظهرت هذه الفعالية قدرة كبار السن على المشاركة الفاعلة في الأنشطة الرياضية، مما يعكس مدى أهمية إيلاء الاهتمام لهذه الفئة العمرية في المجتمع.
كما تم تنظيم ندوة ثقافية حول “بناء جسور التفاهم بين الأجيال عبر الحوار والتواصل الفعال”. استهدفت الندوة تسليط الضوء على أهمية التواصل بين الأجيال المختلفة في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية التي تعرفها المجتمعات.
وجرى خلالها طرح أفكار ورؤى تسهم في تقوية روابط التفاهم بين الأفراد من مختلف الأعمار، حيث اعتبرت أن الحوار المفتوح والمستمر هو الحل الأمثل لتجاوز التحديات الاجتماعية.
وشدد ت مؤطرة الندوة على دور الأجيال الشابة في نقل القيم الثقافية والإنسانية إلى الأجيال القادمة، وكذلك أهمية أن يأخذ كل جيل بعين الاعتبار تجارب الجيل الآخر لتحقيق التقدم المشترك.
وخصصت فعاليات اليوم جزءاً كبيراً من البرنامج لأنشطة تربوية للأطفال. تميزت الأنشطة التعليمية والترفيهية بكونها موجهة إلى تعزيز القيم الاجتماعية ورفع الوعي لدى الأطفال حول أهمية التعايش بين الأجيال.
وقد شملت الأنشطة فقرات فنية، ورش عمل، والعلي بهلوانية ومسابقات هادفة، مما جعل الأطفال يشاركون في بيئة ممتعة وثرية بالمعلومات.
كما قدمت فقرات من الفلكلور الشعبي للمنطقة، حيث تعالت أصوات الموسيقى التقليدية ورقصات شعبية تعكس التراث الغني لجماعة شرفاء مدغرة بشكل خاص والرشيدية بشكل عام .
وقد شكلت هذه الفقرات جسراً بين الحاضر والماضي، مما ساعد الحضور على التفاعل مع التراث المحلي بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية.
وقد شهد افتتاح الأنشطة حضوراً مميزاً من شخصيات رسمية ومحلية.إذ حضر الفعالية رئيس جماعة الرشيدية، ورئيس جماعة شرفاء مدغرة، والمنسق الجهوي للتعاون الوطني، وممثل السلطة المحلية، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات المدنية ورؤساء جمعيات المجتمع المدني. كما كانت وسائل الإعلام المحلية حاضرة لتغطية الحدث، مما ساهم في تسليط الضوء على أهمية هذه المبادرات في تعزيز دور المجتمع المدني في عملية التنمية.
ويمثل تنظيم هذه التظاهرة الرياضية والثقافية خطوة هامة نحو بناء مجتمع متكامل، حيث يتمكن الأفراد من جميع الأعمار من التفاعل والمساهمة في تعزيز القيم الاجتماعية.
وأكد المشاركون في الفعالية على ضرورة الاستمرار في مثل هذه الأنشطة التي تساهم في تعزيز الروابط بين الأجيال وتساعد في إرساء ثقافة الحوار، والتفاهم، والاحترام المتبادل بين جميع فئات المجتمع.
