الرشيدية .. تدفق المهاجرين غير النظاميين يثير قلق الساكنة وفعاليات المجتمع المدني

19 يوليو 2025
الرشيدية .. تدفق المهاجرين غير النظاميين يثير قلق الساكنة وفعاليات المجتمع المدني

الرشيدية 24 : الحبيب بلوك
تعرف مدينة الرشيدية تطورات مقلقة بشأن تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين عليها، من دول جنوب الصحراء ما أثار حالة من القلق في أوساط الساكنة المحلية.
وتطرح هذه المعطيات تساؤلات حول الأدوار التي أصبح يُطلب من المدينة لعبها في ملف الهجرة والتهجير الداخلي.

فقد عاين طاقم جريدة الرشيدية 24 في جولة ميدانية قام بها عبر عدد من الازقة وشوارع المدينة حجم التغيرات التي تعرفها بعض النقاط الحيوية، خاصة المحطة الطرقية للمسافرين، التي أصبحت ملاذاً مؤقتاً للعشرات من المرحّلين القادمين من مناطق حدودية شمال المملكة.

ففي فجر يوم السبت 19 يوليوز الجاري، صادف وجود طاقم الجريدة بالمحطة الطرقية وصول حافلة تقل 30 مرحّلا، من بينهم 28 مهاجرا ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، واثنين من الجزائر، أحدهما من مدينة جيجل. وقد رافق الحافلة عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة لضمان سلامة الرحلة والإشراف على عمليات الترحيل.

وحسب تصريح أحد المرحّلين الجزائريين للجريدة، فقد أكد أن الرحلة كانت طويلة وشاقة، وأنهم لم يمنحوا خيار البقاء أو المغادرة، بل فُرض عليهم الترحيل نحو مدينة لا ترتبط بأي منفذ بحري أو حدودي، في حين أن هدفهم الأساسي كان الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

وأثار هذا الوضع غير المسبوق موجة من الاستياء بين سكان المدينة، الذين عبّروا عن قلقهم من جعل الرشيدية نقطة “تفريغ” للمهاجرين غير النظاميين والمشردين.
كما تحدث عدد من مرتادي المحطة الطرقية للجريدة عن تنامي مظاهر الهشاشة والتشرد، إلى جانب ما وصفوه بـ”الإهمال” الذي يطال الفضاءات العمومية التي أصبحت تؤوي أعداداً متزايدة من المرحلين.

وقال أحد المواطنين في حديثه للجريدة: “نحن لسنا ضد المهاجرين أو المرحلين، ولكن أن يتم تحويل مدينتنا إلى ساحة لاستقبالهم دون تجهيزات أو حلول اجتماعية، فهذا أمر غير مقبول”.

كما حذر بعض الفاعلين المدنيين من التداعيات الأمنية والصحية لهذا الوضع، مشيرين إلى أن وجود هذا العدد الكبير من المهاجرين في شوارع المدينة وفي البيوت المهجورة، دون رعاية أو تأطير، قد يؤدي إلى اضطرابات لا يمكن التنبؤ بعواقبها.

وأكد أحد الفاعلين المدنيين أن “المشكلة لا تكمن في المهاجرين أنفسهم، بل في غياب رؤية واضحة وتدبير مندمج لهذا الملف الشائك، الذي لا يجب أن يحل على حساب مدن بعيدة عن وجهة هؤلاء مثل الرشيدية”.

وأفاد عدد من السكان أن المدينة أصبحت تستقبل حتى الكلاب الضالة، حيث يتم جلبها عبر شاحنات في جنح الظلام، لتترك في الشوارع دون رقابة، ما زاد من معاناة السكان وزاد من الشعور بانعدام الأمن الصحي

وتطالبت عدة فعاليات جمعوية وساكنة المدينة السلطات المحلية والجهات الوصية على الملف باتخاذ خطوات عملية للحد من هذه الظواهر، ووضع خطة استعجالية لتدبير تدفق المهاجرين وتوفير الشروط الإنسانية اللائقة لهم، مع الحفاظ على توازن المدينة واستقرارها الاجتماعي.

كما دعت إلى إشراك المجتمع المدني في بلورة حلول مستدامة، تتماشى مع التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، دون الإضرار بالمدن التي تعاني أصلاً من هشاشة في البنية التحتية وضعف في الخدمات العمومية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News