الرشيدية .. تحديات السلامة والنقل المدرسي في أحياء المدينة

20 ديسمبر 2024
الرشيدية .. تحديات السلامة والنقل المدرسي في أحياء المدينة
الرشيدية 24: متابعة

تشهد مدينة الرشيدية، الواقعة في قلب منطقة درعة تافيلالت، حركة مرورية كثيفة في بداية كل موسم دراسي، وخاصة في أحيائها السكنية.
وتشمل هذه الحركة حافلات النقل المدرسي، التي تتسبب في ازدحام غير مسبوق، وتخلق حالة من الفوضى والارتباك، فضلاً عن تهديد سلامة التلاميذ والمواطنين في تلك الأحياء.

فما هي الأسباب الحقيقية لهذا الازدحام؟ وما الحلول الممكنة لتجنب الحوادث وضمان بيئة مدرسية آمنة؟

تبدأ شوارع مدينة الرشيدية مع بداية كل موسم دراسي ،في صباحات الأسبوع الأول من شهر سبتمبر في امتلاء سريع بالحافلات المدرسية ذات اللون الأصفر، وهي تتابع بعضها البعض في سباق شبه يومي، وكأننا في حلبة سباق، لكن الفرق هنا أن المتسابقين هم الحافلات التي تحمل التلاميذ إلى مدارسهم.

وتنطلق هذه السباقات عادة في الساعة الثامنة صباحًا وتستمر حتى الثانية ظهرًا، حيث تتسابق الحافلات لتوصيل التلاميذ إلى مدارسهم في أقصر وقت ممكن، الأمر الذي يتسبب في ازدحام كبير في أحياء المدينة، وخاصة في المناطق السكنية ذات الشوارع الضيقة.

ويؤدي هذا الوضع إلى تكدس كبير في حركة السير ويخلق حالة من التوتر والضغط على الطرق، وهو ما يعرض التلاميذ للخطر.

كما تبدو الحياة اليومية في شوارع مدينة الرشيدية في هذه الأوقات شديدة الازدحام، حيث يحاول التلاميذ الوصول إلى مدارسهم سيرًا على الأقدام أو على دراجاتهم الهوائية. لكن الأمر لا يخلو من المخاطر، خاصة مع السرعة المفرطة التي تسير بها الحافلات المدرسية.

فقد أشار بعض السكان إلى أن التلاميذ الذين يقطعون المسافات من منازلهم إلى المدارس في بعض الأحياء، مثل حي بوتلامين والفيلات أو حي تاركة القديمة، يعانون من قلق دائم بسبب السرعة التي تتسم بها الحافلات المدرسية، مما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان.

كما تصبح الأزقة غير المعبدة والشوارع الضيقة ساحة معركة بين الحافلات والمدارس التي تعج بالتلاميذ. وفي بعض الأحيان، تتحول هذه الأزقة إلى ما يشبه “حلبة سباق” بين الحافلات التي تحاول الوصول بسرعة إلى المدرسة.

ولم يقتصر تأثير السرعة الزائدة على السلامة فقط، بل كان لها تأثيرات بيئية أيضا. فالأحياء التي تتواجد بها شوارع غير معبدة، مثل حي بوتلامين والفيلات، تجد نفسها مغطاة بالغبار جراء مرور الحافلات بسرعة عالية. وتُضاف هذه المشكلة إلى أزمة التلوث البيئي في المدينة، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون من تراكم الغبار الذي يلوث الهواء ويؤثر على صحتهم.

وتتفاقم هذه المسألة في أحياء أخرى، مثل حي تاركة الجديدة وحي آزمور، وتاركة القديمة ، واولاد الحاج القديمة ،حيث تكون الشوارع ضيقة وغير مجهزة لاستيعاب هذا الكم الهائل من الحافلات المدرسية. وبالتالي، تجد هذه الأحياء نفسها غارقة في الغبار نتيجة السرعة المفرطة لهذه الحافلات، مما يؤدي إلى إزعاج السكان وتهديد صحتهم.

ويطالب سكان مدينة الرشيدية أمام هذا الوضع بتدخل عاجل من الجهات المعنية لتحسين الوضع الأمني والبيئي في الأحياء السكنية. وتتمثل أولى المطالب في توفير إشارات المرور بشكل مناسب داخل الأحياء السكنية، بالإضافة إلى إنشاء مطبات اصطناعية لتحجيم السرعة. لكن، لا ينبغي أن تكون هذه المطبات عشوائية كما هو الحال في بعض الأحياء، حيث توضع المطبات دون مواصفات محددة، ما قد يتسبب في حوادث خطيرة بسبب ارتفاعها أو ضعف تصميمها.

كما يدعو السكان إلى إشراف مختص من طرف مديرية التجهيز والنقل على هذه الأعمال لضمان سلامة التلاميذ والمواطنين. فلا بد من أن يتم تصميم المطبات بشكل يتناسب مع حركة المرور في المدينة، بحيث يسهم في خفض السرعة دون التسبب في مشاكل أخرى.
ويعد تحسين بنية الطرق في المدينة خطوة ضرورية لتقليل حدة هذه المشاكل. كما من الضروري أن تتوفر شوارع المدينة على معايير أمان عالية، سواء من حيث تعبيد الطرق أو توفير مسارات آمنة للتلاميذ الذين يسيرون على الأقدام أو يركبون الدراجات الهوائية. كذلك يجب تكثيف حملات التوعية للسائقين بشأن احترام السرعة المحددة في هذه الأحياء.

فمدينة الرشيدية، التي تتميز بشوارعها القديمة وأحيائها السكنية المتعددة، بحاجة إلى تحسينات فورية لضمان سلامة مواطنيها وتلاميذها. إن وضع إشارات المرور بشكل دقيق، إنشاء المطبات المناسبة، وتطوير البنية التحتية بشكل عام، من شأنه أن يساهم في تقليل الحوادث ويضمن بيئة مدرسية آمنة.

كما ينبغي على الجهات المعنية تكثيف الرقابة على حافلات النقل المدرسي وتوعية سائقيها بضرورة اتباع قواعد السلامة والحد من السرعة، من أجل أن تبقى شوارع الرشيدية مكانًا آمنًا لجميع سكانها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة