الرشيدية 24 : متابعة
اختتمت بمدينة الرشيدية أشغال النسخة الأولى من المؤتمر الدولي حول الطاقات المستدامة والأنظمة الذكية، الذي احتضنه المركز الثقافي تاركة الجديدة ما بين 10 و12 نونبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وشكل هذا الحدث العلمي محطة بارزة في مسار تعزيز مكانة المغرب كقطب إقليمي في الابتكار الطاقي والتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام، في انسجام تام مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تحقيق السيادة الطاقية والتنمية المتوازنة.
وقد عبر المشاركون عن بالغ اعتزازهم بالرعاية الملكية التي أضفت على المؤتمر طابعا استثنائيا، وأكدت الدعم المؤسسي الرفيع الذي يوليه المغرب لهذا القطاع الحيوي.
كما ثمنوا الجهود التي بذلتها ولاية جهة درعة-تافيلالت، والجهة نفسها، إلى جانب جامعة مولاي إسماعيل وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة، والشركاء الاقتصاديين، واللجان العلمية والتنظيمية والطلبة الباحثين الذين ساهموا في إنجاح هذا الموعد الدولي بكل كفاءة ومسؤولية.
وسلطت المداخلات العلمية والنقاشات المتخصصة الضوء على ما تزخر به جهة درعة-تافيلالت من مؤهلات طبيعية استثنائية تجعلها فضاء مثاليا لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة، ومختبرا مفتوحا للبحث والابتكار.
كما شددت على ضرورة ربط البحث العلمي بحاجيات التنمية الترابية، باعتبار ذلك مدخلا أساسيا لتثمين المعرفة وتوطين التكنولوجيا وتحقيق نجاعة السياسات العمومية في مجال الانتقال الطاقي.
وخلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات الهامة، من بينها الدعوة إلى وضع خطط وطنية وجهوية طموحة لتسريع الانتقال نحو الطاقات النظيفة، وتعزيز الإطارين القانوني والتمويلي للاستثمار الأخضر، مع دعم المقاولات الناشئة في مجالات التكنولوجيا النظيفة والتحول الرقمي،
كما أوصى بإحداث شبكة وطنية للتميز في الطاقات المستدامة والأنظمة الذكية تجمع الجامعات ومراكز البحث والقطاع الصناعي، وتوجيه جهود البحث العلمي نحو حلول تطبيقية مبتكرة، خاصة في مجالات التخزين الطاقي والهيدروجين الأخضر وتطوير الشبكات الذكية.
وشددت التوصيات على أهمية تعميم استعمال الطاقات المتجددة في المباني العمومية والجماعات الترابية، وتشجيع استخدامها داخل المنازل والأحياء السكنية، إلى جانب تعزيز إدماج التقنيات الذكية في القطاع الفلاحي، وتحفيز النقل المستدام، وتطوير معايير البناء الأخضر. كما دعا المشاركون إلى إدماج التربية الطاقية والبيئية في المناهج التعليمية، وتكوين الشباب والنساء في هذا المجال لإشراكهم في قيادة التحول الطاقي وطنيا.
وفي ختام المؤتمر، عبر المشاركون عن التزامهم بمواصلة العمل المشترك من أجل تنزيل هذه التوصيات وتحويلها إلى مشاريع ملموسة تسهم في ترسيخ مكانة المغرب كفاعل ريادي في مجالات الطاقات المتجددة والابتكار العلمي، مجددين ولاءهم وامتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على دعمه المستمر لمسار التنمية المستدامة وبناء مغرب المستقبل.
[


















