تقع قريتا أيت معمر القديم والزاوية على بُعد خطوات من الطريق الوطنية رقم 10، لكنهما تبدوان كجزيرتين معزولتين. يحاصر واد فركلة كلا القريتين، مما يعوق الوصول إلى الإعدادية الوحيدة في المنطقة، “الإمام الهواري”. يجد تلاميذ المستقبل أنفسهم على ضفاف هذا الوادي، يتطلعون إلى عالم التعليم، لكنهم كطيور مقيدة الأجنحة، عاجزين عن الانطلاق.
تتردد في الأجواء أسئلة تثير القلق: ما هو الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الأطفال ليحرموا من حقهم الأساسي في التعلم؟ أليس من البديهي بناء جسر يعيد الأمل لهؤلاء الصغار ويمكّنهم من عبور الوادي؟ بدلاً من ذلك، عليهم أن يواجهوا تحديات لا حصر لها، وكأنهم يُجبرون على الإبحار في واد هائج، يبتلع أحلامهم وطموحاتهم.
ولم يكن حال المرضى والحوامل أفضل، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن مواجهة أوجاعهم، في حين تبقى الطرق مغلقة أمامهم كما لو كانت أبواب قصر مسحور. أما الآباء، فيعانون في صمت مقيت، تتحمل قلوبهم أعباء الحياة القاسية.
يجب أن تستفيق ضمائر المسؤولين من سباتها، وأن تتخذ خطوات ملموسة لبناء جسر يفتح الأبواب المغلقة، ويعيد الأمل إلى قلوب الناس. فالحياة تستحق أن تُعاش، ويجب أن تُسمع أصوات المجتمعات المهمشة.
