الرشيدية24: متابعة
احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، التابعة لجامعة مولاي الجاري، على الساعة العاشرة صباحًا، مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، في أجواء علمية رصينة تعكس دينامية البحث الأكاديمي بالمؤسسة.
وتقدم بهذه الأطروحة الطالب الباحث محمد العباسي، المسجل بمركز دراسات الدكتوراه «الآداب والعلوم الإنسانية والفنون وعلوم التربية»، ضمن تكوين الدكتوراه «الخطاب والتكامل في اللغة والأدب والعلوم الإنسانية»، وقد جاءت موسومة بعنوان: «القول المحكم في صيغة عقود الأصم الأكم لأبي سالم العباسي (ت 1090هـ): دراسة وتحقيق».
وجرت المناقشة بحضور ثلة من الدكاترة أعضاء لجنة علمية متخصصة، تحت إشراف الدكتور محمد الحفظاوي، أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، الذي واكب الباحث في مختلف مراحل إنجاز هذا العمل العلمي.
وافتتحت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ترحيبية، ثم كلمة الباحث التي استهلها بتقديم عبارات الشكر والعرفان لأستاذه المشرف الدكتور محمد الحفظاوي، مثمنًا دعمه العلمي وتوجيهاته المنهجية، كما عبّر عن امتنانه لأسرته، ولأعضاء لجنة المناقشة، ولكافة الحضور من أساتذة وطلبة وباحثين ومهتمين من مجالات متعددة.
وقد عرض الباحث دوافع اختياره للموضوع، وإشكالاته العلمية، والمنهج المعتمد في الدراسة والتحقيق، مبرزًا أهم النتائج المتوصل إليها، والقيمة العلمية للنص المحقق، وما يتيحه من إمكانات بحثية في مجال تحقيق التراث الفقهي، خاصة التراث السجلماسي.
من جهته، قدم الأستاذ المشرف الدكتور محمد الحفظاوي كلمة تأطيرية أوضح فيها الإطار العام والخاص للأطروحة، منوهًا بالجدية العلمية للباحث وبأهمية العمل المنجز. كما أجمع أعضاء لجنة المناقشة، في مداخلاتهم، على أهمية الموضوع وراهنيته، لما يمثله من إضافة نوعية في مجال تحقيق المخطوطات الفقهية، ونفض الغبار عن قضايا فقهية ذات امتداد مجتمعي، مع التنويه بكون هذه الأطروحة أول عمل دكتورالي بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الرشيدية يُعنى بتحقيق مخطوط تراثي.
وتوقف أعضاء اللجنة عند عدد من القضايا المنهجية والعلمية، مقدمين ملاحظات بناءة همّت الجوانب الشكلية والعلمية، لاسيما ما يتعلق بالتوثيق، والتعليق، والتحرير، وإبراز الإضافة العلمية للأطروحة. وقد تفاعل الباحث بإيجابية ومسؤولية مع هذه الملاحظات، معربًا عن استعداده لاعتماد توجيهات اللجنة بما يعزز جودة العمل وقيمته العلمية.
وفي ختام المناقشة، وبعد المداولة، قررت اللجنة العلمية بالإجماع منح الباحث شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بميزة مشرف جدًا.
وقد عرفت هذه المناقشة حضورًا متميزًا ضم طلبة من مختلف الشعب والمسالك، من الإجازة الأساسية والماستر وسلك الدكتوراه، إلى جانب أساتذة من شعب الكلية، ورؤساء فرق ومختبرات، ومهتمين من مجالات مهنية متنوعة، في مشهد عكس حيوية البحث الأكاديمي بالمؤسسة، وأسهم في تعزيز الاهتمام بالدراسات التراثية والتحقيق العلمي للنصوص العلمية.



















