يواجه سكان إقليم ميدلت، الذي يُعد من الأقاليم الأكثر برودة في المغرب مع حلول فصل الشتاء، تحديات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار حطب التدفئة. هذا الارتفاع، الذي يعمق معاناة الأسر ذات الدخل المحدود، يهدد القدرة الشرائية للمواطنين، الذين يضطرون لإنفاق مبالغ طائلة على هذه المادة الأساسية التي لا غنى عنها في ظل موجات الصقيع والتساقطات الثلجية.
ووصل ثمن حطب “الكروش” إلى 110 دراهم للقنطار ، بينما بلغ ثمن حطب الزيتون 85 درهمًا، وهي أسعار تشهد تزايدًا مستمرًا في الأشهر الأخيرة. وبالنظر إلى الطقس القاسي الذي تشهده المنطقة، يستهلك المواطن العادي ما بين طنين إلى خمسة أطنان من خشب التدفئة سنويًا، مما يثقل كاهل الأسر، التي تجد نفسها مضطرة لشراء الحطب بأسعار تفوق قدرة العديد منها.
ورغم أهمية الحطب كوسيلة تدفئة رئيسية في المنطقة، فإن أسباب ارتفاع أسعاره تظل محط تساؤل لدى المواطنين. فهل يرجع هذا الارتفاع إلى نقص في العرض؟ أم أن هناك تلاعبًا من قبل التجار الذين يخزنون كميات كبيرة من الحطب في فصل الصيف لبيعه بأسعار مرتفعة خلال الشتاء؟ كما يعتقد البعض أن ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف النقل قد يكون له دور في زيادة الأسعار.
وتعد هذه الأسعار المرتفعة عبئًا إضافيًا على الأسر المعوزة، التي تظل غير قادرة على تحمل تكاليف شراء الحطب بأسعار السوق الحرة. وتبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت السلطات المحلية ستتحرك لتوفير حطب التدفئة المدعم بأسعار مناسبة لهذه الأسر، في وقت يعاني فيه العديد من المواطنين من التضخم وارتفاع تكلفة المعيشة.
في ظل هذه الظروف، يزداد القلق من أن يصل سعر حطب التدفئة إلى مستويات قياسية هذا العام، مما قد يفاقم الوضع الاجتماعي في المنطقة. ومع تزايد المعاناة، يظل الأمل معقودًا على تدخل عاجل من الجهات المعنية للحد من هذا الارتفاع وتخفيف الأعباء عن الأسر الفقيرة.