تعيش مدينة أرفود ومعها ساكنة عدد من الجماعات الترابية المجاورة، حالة من الغضب والاستياء المتصاعد نتيجة تدهور الأوضاع الصحية بمستشفى القرب المحلي، في ظل الغياب المتكرر وغير المبرر للأطباء، خاصة أطباء الاختصاص الذين يعتبر حضورهم ضرورة قصوى لتخفيف معاناة المواطنين.
وقد عبّرت فعاليات مدنية وحقوقية بالمدينة عن قلقها العميق من ما وصفته بـ”العبث المستمر بصحة الساكنة”، خصوصاً بعد تسجيل غياب متكرر لطبيب العيون الذي كان من المفترض أن يزاول مهامه أيام 23، 24، 25، 26 و27 يونيو الجاري، حسب ما ورد في جدول الحضور الرسمي، إلا أن الطبيب لم يلتزم سوى بيومي 23 و24، تاركاً عشرات المرضى في قاعات الانتظار دون فحص أو علاج.
وأكد عدد من الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني حسب ما تناولته وسائل التواصل الإجتماعي أن الوضع الصحي بالمنطقة بلغ مستويات مقلقة، وأن غياب الأطباء، سواء من الأطر المعينة وزاريا أو القادمة بشكل دوري، يعمق من جراح الساكنة التي باتت تضطر إلى قطع عشرات الكيلومترات نحو الرشيدية أو ورزازات بحثا عن العلاج، في غياب إمكانيات مادية لكثير منهم.
وتطالب فعاليات حقوقية بـ”فتح تحقيق نزيه وشفاف حول أسباب هذا الغياب المتكرر”، ومساءلة الجهات المسؤولة عن ما وصفوه بـ”الاستهتار الواضح بحق المواطنين في العلاج، والذي يكفله الدستور المغربي والقوانين الجاري بها العمل”.
ويقدم مستشفى القرب أرفود خدمات لساكنة تفوق 170 ألف نسمة، موزعة على ما يزيد عن 14 جماعة ترابية، وهو ما يحتم، حسب الفعاليات المحتجة، توفير طاقم طبي قار ومستقر، يشمل تخصصات متعددة، بما فيها طب العيون، القلب، الجهاز الهضمي، النساء والتوليد، وغيرها من الخدمات الضرورية التي باتت شبه منعدمة.
وووجهت الجمعيات والهيئات المدنية في هذا الإطار نداء عاجلا إلى كل من المدير الجهوي للصحة بجهة درعة تافيلالت، والمندوب الإقليمي بالرشيدية، وكذا السلطات الإقليمية والمحلية، من أجل التدخل العاجل لإنقاذ هذا المرفق الصحي الذي يُفترض أن يخفف الضغط عن المستشفيات الإقليمية والجهوية، لا أن يكون عبئا إضافيا على المرضى.
وتعهدت الفعاليات المدنية والحقوقية بالاستمرار في التصعيد السلمي، من خلال بيانات احتجاجية ووقفات نضالية، إلى حين الاستجابة لمطالب الساكنة، وعلى رأسها توفير أطباء الاختصاص بشكل دائم، ووضع حد لسياسة التهميش والإهمال التي تطال قطاع الصحة بالمنطقة.