استطاعت فرقة تافيلارت Tafil Art، التابعة للمركز الثقافي تاركة الرشيدية – جهة درعة تافيلالت، في إنجاز وطني لافت أن تفرض نفسها على الساحة المسرحية الوطنية، بعد تتويجها بأربع جوائز كبرى ضمن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الشباب بطنجة 2025، عن عرضها المسرحي المتميز “تامغرا”.
وأشرف على إخراج وتأطيره الفنان أمين غوادة، أستاذ التعليم الفني بالمركز الثقافي تاركة، وحصد إعجاب لجنة التحكيم والمتتبعين، وحقق إنجازاً استثنائياً من خلال فوزه بـ:
الجائزة الكبرى للمهرجان
جائزة النص المسرحي
جائزة الإخراج
جائزة الانسجام الجماعي
ويحمل هذا التتويج في طياته رمزية خاصة، باعتباره ثمرة جهد جماعي متواصل، عكسته حماسة شباب اشتغلوا في ظروف محدودة، مدفوعين بشغفهم العميق بفن المسرح وإيمانهم بقيمته كأداة للتعبير الإنساني والحوار الثقافي.
ورغم القيمة الفنية لهذا الإنجاز الذي يشرّف جهة درعة تافيلالت، إلا أن الفرقة عبّرت، عبر بلاغ صحفي تتوفر جريدة الرشيدية 24 على نسخة منه ، عن أسفها العميق لغياب أي تفاعل أو اعتراف معنوي من طرف المديرية الجهوية لقطاع الثقافة، التي التزمت الصمت – بحسب تعبير الفرقة – ولم تُبادر بتهنئة أو تكريم رمزي لأعضاء الفرقة بعد عودتهم من طنجة، محمّلين بجوائز وطنية وقلوبٍ مثقلة بالحسرة.
“عدنا إلى ديارنا بصمت مطبق، نحمل معنا جوائز من زجاج، وقلوباً مملوءة بالحسرة”، تقول الفرقة في بلاغها الذي تحوّل إلى صرخة صادقة لإعادة الاعتبار للفن المسرحي الجهوي، ولفتح نقاش حقيقي حول آليات دعم وتثمين الطاقات الشابة التي تشتغل من داخل الهامش وتطمح لأن يُسمع صوتها في مراكز القرار الثقافي.
ما عبّرت عنه فرقة تافيلارت لا ينفصل عن واقع ثقافي عام، تعاني فيه فرق الهواة والطاقات الشابة من التهميش وندرة الدعم، خصوصاً في المناطق الداخلية والجهات البعيدة عن المركز. ورغم ذلك، يصرّ شباب مثل أولئك المنتمين لتافيلارت على تقديم فن راقٍ، يحمل القضايا المجتمعية، ويجسّد تفاعلاتهم اليومية مع الإنسان والهوية والواقع المحلي.
واختتمت الفرقة بلاغها بجملة معبّرة:
“المسرح باقٍ… والإيمان بالفن لا ينكسر.”
وهي عبارة تلخص روح التحدي والمثابرة التي قادت هؤلاء الشباب نحو منصة التتويج، حتى وإن كانت العودة في صمت.
